* email * facebook * twitter * linkedin يعيش سكان قرى كاف بني حمزة، بوحصان وعين الكبيرة، التابعة إقليميا لبلدية مسعود بوجريو في قسنطينة، عزلة شبه تامة، بسبب انعدام التغطية الهاتفية، مما يجعلهم بعيدين عن العالم الخارجي، ويسبب لهم العديد من المشاكل ويحرمهم من عدة امتيازات. أكد سكان المنطقة في شكاوى تلقت "المساء" نسخة منها، أن حوالي 8 آلاف عائلة تعاني من هذا الوضع، إلا أن الأمر في قريتي عين الكبيرة وبوحصان أقل وطأة مما هو عليه في كاف بني حمزة، حيث يصلهما شيء من التغطية لبعض متعاملي الهاتف النقال، رغم رداءتها، فيما يبقى سكان كاف بني حمزة في عزلة تامة وقاتلة. أوضح المشتكون في هذا الصدد، أنه يتعذر عليهم حتى طلب سيارة إسعاف في الحالات المرضية الاستعجالية، أو حتى الاتصال بأي كان لنقل المرضى، خاصة ليلا. مشيرين إلى أن تواصلهم مع بعضهم البعض يتم بينهم بشكل مباشر، عن طريق التنقل من مكان إلى آخر، لإبلاغ أي خبر كان بطرق بدائية، رغم أن الجزائر تعيش في زمن الجيل الرابع، وزمن بلغت فيه تكنولوجيات الاتصال ذروتها، حيث عبروا عن استيائهم من الوضع، في وقت أعلنوا أنه حتى الهاتف الثابت غير متوفر لدى هؤلاء السكان، الذين اعتبروا أنفسهم خارج خريطة اهتمامات المسؤولين المحليين والولائيين. أضاف الشباب من طلبة الثانويات والجامعات، أن هذا الأمر أثر سلبا على تحصيلهم العلمي، بعد أن تعذر عليهم القيام بأي نوع من أنواع البحوث التي تسند إليهم، خلافا لزملائهم القاطنين في مناطق أخرى، كما أن متابعة الدروس عن بعد عبر الأنترنت بات أمرا مستحيلا، في ظل هذه الظروف. مع تبعات الحجر الصحي التي فرضت على الجميع، بسبب جائحة "كورونا"، فإن العزلة بهذه القرى تضاعفت عشرات المرات. وأرقت السكان أكثر من ذي قبل، متناسين كل النقائص والضروريات المنعدمة بقراهم، أمام هذه العزلة التي أكدوا أنها قاتلة. ناشد سكان القرى الثلاث، خاصة قاطنو كاف بني حمزة، تدخل وزير القطاع لإنهاء معاناة آلاف المواطنين في منطقة ظل، زادتها العزلة الهاتفية عزلة أخرى، وقد ركز وزير البريد وتكنولوجيات الاتصالات، إبراهيم بومزار، خلال زيارته إلى قسنطينة منذ أيام، على بذل مجهودات أكبر وأمر بإيصال الهاتف إلى مناطق الظل، من أجل رفع الغبن على هذه المناطق المعزولة.