* email * facebook * twitter * linkedin أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية، أمس، فرض سيطرتها على كامل غرب ليبيا ملحقة بذلك هزيمة كبيرة بقوات المارشال خليفة حفتر الذي فقد آخر معاقله بهذه المنطقة. وقال محمد قنونو المتحدث باسم القوات الحكومية المعترف بها من قبل المجموعة الدولية في بيان، أمس، إن "قواتنا البطولية فرضت سيطرتها على كامل مدينة ترهونة بعد ان تمكنت من دحر مليشيا إرهابية لحفتر". ويشكل خسارة المارشال حفتر لمدينة ترهونة الواقعة على بعد 80 كلم جنوب العاصمة طرابلس، منعرجا في مسار الصراع القائم بين الطرفين الليبيين المتخاصمين منذ شروع قوات حفتر شهر أفريل من العام الماضي هجومها على العاصمة طرابلس. وعرف الصراع في الأشهر الأخيرة تورطا متصاعد لقوى أجنبية داعمة لهذا الطرف وذاك حتى بالإمدادات بالأسلحة، يبدو أنها سمحت لقوات حكومة الوفاق الوطني من تحقيق في الفترة الأخيرة سلسلة انتصارات على غريمها المارشال حفتر. فمنذ ثلاثة أيام، لم تتوقف حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج من الإعلان عن تحقيق انتصارات متتالية بدء بسيطرتها على المطار الدولي بالعاصمة الخارج عن مجال الخدمة منذ عام 2014، ثم فرض سيطرتها التامة على الحدود الإدارية لطرابلس الكبرى وفرض سيطرتها على ترهونة. ومن دون أن يؤكد مباشرة تلقي قوات حفتر لمثل هذه الهزائم، اكتفى المتحدث باسم هذه الأخيرة أحمد المسماري بالإعلان عن إعادة نشر تلك القوات خارج طرابلس ضمن قرار أكد أنه تم بموافقة القيادة العسكرية المشاركة في اللجنة العسكرية تحت إشراف الأممالمتحدة، مشيرا إلى "مبادرة إنسانية موجهة إلى وقف هدر دماء الليبيين". والمفارقة أن هذه التطورات على أرض الميدان تأتي غداة إعلان الأممالمتحدة الأربعاء الأخير عن استئناف بمدينة جنيف السويسرية مفاوضات اللجنة العسكرية المتوقفة منذ أكثر من ثلاثة أشهر التي تضم خمس أعضاء من الموالين لحكومة الوفاق الوطني ونفس العدد من الموالين لحفتر ضمن مسعى للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وهو ما دفع بالمستشارة الألماني، أنجيلا ميركل، إلى التأكيد أمس حرص ألمانيا على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين حول الأزمة في ليبيا، والعودة لمسار التسوية السياسية، كما جاء في بيان للمكتب الاعلامي للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني. وجددت ميركل خلال اتصالها الهاتفي برئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، صباح أمس لبحث مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية في ليبيا، استعدادها لدعم هذا المسار كما أكدت الحرص على أمن واستقرار ليبيا. وأضاف نفس المصدر أن السراج أعرب من جانبه، عن تقديره لجهود المستشارة الألمانية لإيجاد حل سلمي للازمة الليبية، وقال "دعمنا مخرجات برلين منذ البداية، وأكدنا أن لا حل عسكري للازمة الليبية، فالمسار السياسي الذي يقود لتحقيق السلام كان دائما هو خيارنا إلا أننا لم نجد شريكا حقيقياً للسلام ولا للعملية السياسية"، مؤكدا أن حكومته "لن تغيب عن أي حوار جاد مع شركاء حقيقيين يسعون فعلا لقيام دولة مدنية ديمقراطية حديثة".