أكد الخبير في علوم الأرض والفضاء، لوط بوناطيرو، في تصريح ل"المساء" أمس، أن الزلزالين اللذين ضربا ولايتي ميلة وتيبازة في اليومين الأخيرين، يندرجان في خانة ما يعرف ب"انتعاش النشاط الزلزالي لمنطقة البحر الابيض المتوسط"، حيث استدل في هذا الإطار بوقوع زلازل مماثلة بكل من إيطاليا والمغرب في الفترة الأخيرة، مرجحا إمكانية وقوعها بسبب موجة الحرارة العالية التي اجتاحت البلاد في الفترة الأخيرة. وقال بوناطيرو، إن النشاط الزلزالي الحاصل في الجزائر ومنطقة البحر الابيض المتوسط، جاء بعد "هدنة عالمية زلزالية ومرور فترة طويلة على عدم وقوع نشاط زلزالي وتنفس الأرض"، موضحا بأنه لا يمكن اعتبارهما زلازل استثنائية، إلا في حال وقوع زلازل مماثلة وتكرارها في الجزائر مستقبلا.. كما ذكر محدثنا بأن الخبراء في علم الزلازل والأرض يتابعون في الوقت الحالي بدقة ما يقع في هذا المجال من أجل تصنيف النشاط ك"استثنائي " أو "عادي". وفي رده على سؤال حول احتمال وجود علاقة بين الهزات الأرضية المسجلة وموجة الحر التي اجتاحت البلاد خلال الأيام الماضية، أكد بوناطيرو، أن "درجات الحرارة تعد من العوامل المنشطة لزلازل، ومع ذلك من المبكر القول أنها السبب الرئيسي على وقوع الزلزالين اللذين ضربا ولايتي ميلة وتيبازة، تقديرا منا أن هناك عوامل أخرى كالتغير في جاذبية الأرض وتراكم الطاقة الجيوفيزيائية، فضلا عن تغير المجال المغناطيسي للكرة الأرضية وهو ما يجتهد العلماء على معرفته ودراسته". وأبرز المتحدث أن ما يشغل الخبراء في علوم الارض حاليا، هو التأكيد بأن طبيعة هذه الزلازل ليست استثنائية. وجدد بوناطيرو في الأخير التأكيد على ضرورة تعايش الجزائريين مع النشاط الزلزالي، كون الجزائر تقع في مجال الحزام الناري الممتد بشمال البحر الابيض المتوسط، لاسيما وأن التحكم في إدارة النشاط الزلزالي صعب، ما يستدعي، حسبه، التعود على الهزات والتحلي بثقافة التعامل مع الزلازل، "سواء على مستوى الحكومة، من خلال تكييف المنشآت القاعدية والبنايات مع الطبيعة الزلزالية للمنطقة، وتجنب إقامة مشاريع على أرضيات غير مستقرة، أو على مستوى الأفراد من خلال التحكم في تسيير الخطر والتعامل معه برد فعل عادي، بعيدا عن الفزع الذي يؤدي بالبعض إلى القفز من الشرفات والأماكن المرتفعة أو ردود فعل مشابهة تعرض حياتهم الخطر.