يسعى الطيب محياوي رئيس مجلس إدارة مولودية وهران، إلى استنساخ تجربته الأولى لسنة 2010، بإحاطة نفسه بمجموعة من اللاعبين القدامى للفريق؛ "لاستشارتهم في القرارات الفنية، خاصة ما تعلق بالاستقدامات؛ لأنها الخطوة الهامة في الإقلاع الصحيح للفريق"، حسب تعبير محياوي، الذي يعرف مقر عمله حركة غير عادية منذ تنصيبه رئيسا على "الحمراوة". يبدي محياوي تفاؤلا بنجاجه في مهمته الأولى، المتمثلة في تكوين فريق قوي مدجج بأسماء "ثقيلة وكبيرة"، وهذا بعد تقرب لاعبين قدامى منه كقادة كشاملي وسليم بومشرة "من باب النصح"، وبقبول عمر بلعطوي كرسي المدير الرياضي، وزميله حدو مولاي منصب مساعد أول، و الحارس السابق محمد رضا عاصيمي كمدرب للحراس في انتظار الظفر بمدرب محنّك يقود مولودية وهران إلى تحقيق موسم ناجح. كما يصبو محياوي ومحيطه لإسكات الأنصار الغاضبين على عودته ومن معه في مجلس الإدارة، إلى شؤون تسيير الفريق. من جانب آخر، تحصّل محياوي على الوثائق الخاصة بالوضعية المالية للفريق في عهد المدير العام السابق شريف الوزاني. وسلّم هذه الوثائق نيابة عن شريف لمحافظ الحسابات المعيّن من قبل المساهمين بن سدايرية زهير بمكتبه، المدير الإداري السابق بوبكر راجح، وأمين المال حميان محمد. واعتبر شريف الوزاني أن ما قام به: "واجب تجاه الفريق، وتسهيل للمهمة الرئيسة للإدارة الجديدة في جمع التقارير المالية المطلوبة؛ تمهيدا لقدوم شركة وطنية ترعى مولودية وهران. كما نتمنى وكل الأنصار"، مؤكدا أن الأولوية تبقى في جمع وتحيين الملفات الإدارية، التي تتيح للمولودية الاستفادة من إجازة النادي المحترف، فضلا عن إرجاع النادي إلى السكة القانونية الصحيحة. كلام شريف الوزاني هو رأي الأنصار، الذين ينتظرون محياوي وأعضاء مجلسه في المنعرج في حال أي تخاذل وإبطاء متعمد، وهم مازالوا على موقفهم برحيل جميع المساهمين، وقدوم شركة وطنية. ويتابعون - حسب أغلبهم - باستغراب انهماكه في الاستقدامات بوتيرة مرتفعة؛ بدليل اتفاقه مع مختار بلخيثر في لمح البصر، ليكون بذلك أول منتدب للنادي الحمراوي، وكذلك مع الحارس أسامة ليتيم، واستعادة الظهير الأيسر زين الدين مكاوي للاستمرار في اللعب في المولودية، وتقاطر وكلاء أعمال اللاعبين لعرض خدماتهم على المسؤول الأول الجديد - القديم ل "الحمراوة". فارس بلايلي وقرمال يلتحقان في انتظار البقية تُوجت الحركة المشهودة هذه الأيام، باتفاق محياوي مع لاعب المنتخب الوطني يوسف بلايلي، على انضمام شقيقه فارس الذي يبلغ من العمر 18 سنة، وكذلك مع مدافع وداد تلمسان قرمال. ومن بين اللاعبين الذين يسترعون اهتمام محياوي أيضا في الوقت الحالي، ثلاثي اتحاد سيدي بلعباس بلبنة وحمزة وبلحوسيني، والحارس مرسلي، ولاعب مولودية الجزائر بلخير. غير أن ما كان يجب على الوافد الجديد على رئاسة مولودية وهران التركيز عليه - حسب الأنصار دائما - عدم التفريط في بعض اللاعبين الواعدين، الذين وقّعوا على عقود مبدئية مع الإدارة السابقة، وكلهم يتمتعون بقدرات مسلَّم بها، وكانوا ينتظرون فقط الأخذ بأيديهم، ومنحهم فرصة تفجيرها في الأندية الكبيرة، غير أن محياوي خيّب ظنهم، مفضلا تجسيد رؤيته في جلب "أسماء ثقيلة"، هي على أبواب التقاعد، وهو نهج سار عليه الرئيس السابق أحمد بلحاج المدعو "بابا، بنفس الإصرار، والنتيجة كانت معروفة؛ لا لقب "ولا هم يحزنون"، وهو ما يتوقعه الأنصار الأوفياء مسبقا في الموسم القادم، خاصة مع تشبث محياوي بقرار عدم تسريح أي لاعب. والأكثر أنه طلب من المحبين التحلي بالصبر عليه وجماعته. بوعكاز يلقى الإجماع.. ولكن في سياق متصل، يبقى الطيب محياوي منقسما على نفسه بشأن هوية المدرب الذي سيقود مولودية وهران في الموسم الجديد، فرغم الإجماع الذي يحققه التونسي معز بوعكاز، إلا أن إسناد مهمة تدريب "الحمراوة" له لم يحسم فيها نهائيا، بحجة تواجده في الخارج وصعوبة التحاقه بالجزائر بسبب إغلاق المجال الجوي بالنظر إلى الأزمة الصحية التي سببها فيروس "كورونا". ومع رفض أعضاء المجلس اسم سيد أحمد سليماني، يبقى محياوي يلهث في كل اتجاه لجلب مدرب في أسرع وقت، يساعده في ترتيب البيت فنيا، ويشاركه في عملية الاستقدامات، على حد تعبيره.