قدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق الطيب زيتوني تعازيه "الخالصة" لعائلة المجاهد قروج عبد القادر المدعو "الجيلالي"، الذي وافته المنية أمس عن عمر ناهز 92 سنة. وعبر السيد زيتوني لعائلة الراحل في رسالة تعزية، عن أصدق مشاعر "التضامن والمواساة في مواجهة هذه المحنة الأليمة"، راجيا المولى العزيز القدير أن "يتغمد الفقيد بواسع رحمته وشامل غفرانه وعميم رضوانه، كما يسأله جلت قدرته أن يلحقه مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر ووافر السلوان". يذكر أن المرحوم من مواليد 26 جويلية 1928 بتلمسان والتحق بصفوف الحركة الوطنية مبكرا، كمناضل بالحزب الشيوعي الجزائري آنذاك ثم في صفوف منظمة جماعات الفلاحين بمنطقة تلمسان، ليتم نفيه وزوجته جاكلين قروج بداية الخمسينيات إلى فرنسا بقرار من حاكم وهران، بسبب نشاطهما السياسي ليعود الاثنان إلى الجزائر ويلتحقا بصفوف الثورة التحريرية، عند اندلاعها كفدائيين وينخرطا بعدها في صفوف جيش التحرير الوطني. وبعدها أصبح المرحوم وزوجته من الأعضاء النشطين لكومندوس الجزائر الكبرى، حيث قاما بعديد العمليات الهجومية على مراكز العدو. وبعد ملاحقات حثيثة من طرف السلطات الفرنسية تم القبض عليه واعتقاله سنة 1957. وقد تعرض الفقيد بشع أنواع التعذيب والتنكيل وحكم عليه بالإعدام إلى جانب مجموعة من المناضلين بما في ذلك زوجته جاكلين قروح، لكن تلك الفترة شهدت دعما دوليا واسعا للقضية الجزائرية. وقامت عديد المنظمات الحقوقية بحملات دولية واسعة تطالب بإطلاق سراح المعتقلين، أرغمت إثرها فرنسا على إصدار قرار العفو على عديد المعتقلين والمحكوم عليهم بالإعدام، من بينهم عبد القادر قروح وزوجته وذلك سنة 1962. وبعد الاستقلال، واصل المجاهد الفقيد مسيرته وفيا لرسالة إخوانه الشهداء، حيث ساهم وزوجته في مرحلة إعادة البناء والتشييد لجزائر الاستقلال .