شرح الخبير الدولي يونس قرار، المختص في التكنولوجيا والهندسة الإلكترونية، دور التكنولوجيا المعاصرة في حياتنا، وأزمة كورونا التي أثبتت أن الدول التي تحسن استعمال الحلول الإلكترونية، تجاوزت الأزمة بأقل الأضرار. كما تحدث عن اكتشاف الجزائريين بعض التطبيقات، التي ساعدت على تجاوز تحديات الحجر مثل الدفع الإلكتروني، والتحاضر والعمل عن بعد. وأشار إلى دور الشباب في التكيف مع الخدمات الإلكترونية، وتحديات الرقمنة، وكذا شروط النجاح الرقمي، مع ضرورة التحول من مستهلك للتكنولوجيا إلى المساهمة في إنتاجها. تَطرق الخبير قرار للتحديات الأخرى التي يستوجب أخذها بعين الاعتبار، على غرار الذكاء الصناعي، والربوت، وأنترنت الأشياء، والمدن الذكية. كما قدّم نصائح وتوجيهات للشباب لرفع التحدي خلال محاضرة عن بعد، شارك بها في المخيم الافتراضي الأول للشباب الذي نظمته جمعية القلم للدعم المدرسي والتنمية المعرفية والثقافية لولاية المدية بعنوان: "الشباب والتحديات المعاصرة". الأحلام تتحقق واختفاء النقال بعد 10 سنوات تطرق الدكتور قرار لسرعة التحول الرقمي، وكيف فرضت التكنولوجيا ذاتها في عالمنا، معرجا على ما يعيشه العالم، والجزائر جزء منه. واستشهد بالصور التي تخص التكنولوجيات، التي قال إنها تساير طموحات واهتمامات الشباب، وتطورها في عالمنا المعاصر، ومنه انتقل إلى الطريقة التي تعامل بها العالم مع الوافد الجديد كورونا، وكيف عشنا هذه التحديات، ودور الشباب في التكيف مع الواقع الجديد، والتحول الرقمي، وكيف يساهم في التأقلم مع التكنولوجيا. وقال الخبير إن كل ما كان في وقت مضى حلما أصبح حقيقة، ممثلا بصناعة تكنولوجيا السيارات؛ حيث قام بمقارنة بين تصاميم السيارات منذ 40 سنة مضت والسيارات المعاصرة التي صُنعت في 2020، كيف أصبحت مزودة بتكنولوجيا عالية، ثم عرج على الصناعات الإلكترونية التي شهدت، بدورها، تحولا كبيرا، مشيرا إلى أن أغلب الناس في الماضي لم يكن لديهم هواتف محمولة، ولكن الآن الكل أصبح لديه هاتف نقال، وتُنقل له المعلومات، على المباشر، من مختلف بقاع العالم. ونبّه قرار إلى أن مصممي التكنولوجيا يتوقعون اختفاء الهواتف المحمولة بعد 10 سنوات تدريجيا، لتدرَج في جسم الإنسان؛ يقول: "غوغل صمم نظاراته المدعمة بشاشة الهاتف والكاميرا والمعلومات التي تأتي بالصوت أو بإشارات اليد. كما تطورت التكنولوجيا أكثر؛ إذ عمل مخبر أمريكي- فرنسي على تصميم العدسات الذكية "للاتصال"، والتي أُدرج الهاتف الذكي داخلها، وتعمل بالأوامر من خلال الصوت؛ إذ يكفي أن يتكلم الشخص لترتبط العدسة بالأنترنت، ويتم رؤية الأشياء المطلوبة بالعين. "ويمكن أن أمشي وأنا أقرأ واليدين حرتين ولا أحد ينتبه إلى أنه مرتبط بالإنترنت". وأوضح قرار أن هذه الاختراعات لم يعد لها حدود، والمصممون أصبحوا يفكرون في كل الأمور؛ يقول: "كل ما كنا نراه في أفلام علم الخيال أصبح واقعا؛ فالصينيون يقولون إذا أردت معرفة المستقبل اطلب من الأطفال ذلك؛ لأنهم لا يعترفون بالعوائق". وتطرق الخبير لإشكالية عدم مواكبة الآباء التكنلوجيا، ومعرفة ما يوجد بين يدي الأبناء؛ يقول: "نشاهد صورا لطفل في السنتين من العمر لما يجد الصورة على الهاتف أو اللوحة الإلكترونية، يعرف كيف يكبر الصورة بأصابعه، والأولياء يتساءلون من أين تعلم هذا؟ لأن كل هذه التطبيقات قد صُممت حسب متطلبات وحاجيات الإنسان منذ الصغر. والغلط الذي ارتكبه الأولياء يتمثل في عدم مسايرة التطور الذي يعرفه العصر". وأوضح قرار أن التكنولوجيا الحديثة تفاعلية، وقد عملت على اختصار المسافات، وسمحت بالتواصل على بعد آلاف الكيلومترات، ومشاهدة الأشخاص بالصورة والصوت، وكلها، يقول، "خدمات مجانية، يفكر المفكرون والعلماء في توفيرها للجميع عن طريق الأقمار الاصطناعية مجانا". 40 مليون رسالة في دقيقة واحدة على "واتساب" كما تطرق يونس قرار للتطور الذي عرفته أجهزة الكمبيوتر التي كانت كبيرة جدا وتأخذ مساحة الغرفة لوحدها، والتي باتت الآن بين يدي الإنسان، وستصبح قريبا داخل عين الإنسان. وأشار إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات التي نستعملها في حياتنا الإلكترونية يوميا، أصبحت معروفة لدى الكل، على غرار "فايسبوك"، و«نات فليكس"، و«زوم"؛ "الناس صاروا يرسلون الملايين من رسائل البريد الإلكتروني؛ أكثر من 40 مليون رسالة في دقيقة واحدة على واتساب، أكثر من 200 ألف مشاركة عبر التحاضر عن بعد عبر تطبيق زوم الذي اكتشفه الجزائريون مع الوباء، وكذا المعاملة التجارية للمرتبطين بشبكة الأنترنت، الذين يصرفون أكثر من مليون دولار في الدقيقة الواحدة، وكذا الرقمنة التي دخلت جميع القطاعات، وأصبح الناس يستعملون الخدمات الإلكترونية، على غرار المعاملات والتجارة الإلكترونية بعد ثبات انتقال الفيروس عبر النقود والتعلم والدراسة الإلكترونية مع جائحة كورونا، التي ألزمت الأفراد بالحجر الصحي في البيوت، والتي بلغت نسبة استعمالها تقريبا 80 بالمائة في الدول المتقدمة، حيث وفرت دول العالم منصات التعلم عن بعد؛ إذ أصبح لدى الطفل منصة لمشاهدة الدرس والتواصل مع المعلم؛ مما سهّل مواصلة الدراسة بطريقة عادية، واجتياز الامتحانات بدون الشعور بالاضطراب الكبير". ويواصل قائلا: "و نفس الشي في العمل؛ إذ استطاع العمال متابعة العمل في بيوتهم عن بعد، لا سيما أنه ليس من الضروري أن تكون في العمل لتبادل الوثائق والملفات واتخاد القرارات؛ فكل واحد في بيته، وهنا تم اكتشاف النقائص في الشبكة، وهي أن البنية التحتية لم تتحمل الضغط الكبير خلال الحجر، وهو ما دفع إلى الاستعانة بخدمات أخرى من الذكاء الاصطناعي". وتطرق يونس قرار للتحديات المنتظرة، والتي تتطلب التحضير الجيد للتأقلم مع العالم الجديد: عالم الروبوتات، والطباخ الآلي، ومقدم الأخبار الآلي، وكذا التحديات مع الخطورة من تحول الإنسان إلى روبوت، إلى جانب إدراج الرقمنة في جميع القطاعات، وهو التحدي الكبير حاليا.