رحبت جبهة البوليزاريو بدعوة الاتحاد الأفريقي الدولتين العضوين، الجمهورية الصحراوية والمملكة المغربية إلى إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية، على أساس حق شعب الصحراء الغربية في تقرير المصير. وجاء ترحيب جبهة البوليزاريو في بيان توج اجتماع المكتب الدائم للأمانة الوطنية، برئاسة الرئيس إبراهيم غالي استمع خلاله المشاركون لعرض عن أشغال القمة الافريقية الاستثنائية 14 المنعقدة الأحد الأخير بمدينة جوهانسبورغ وخصصت لموضوع "إسكات البنادق" وتهيئة الظروف لتنمية القارة. وعبر الاجتماع عن ارتياحه الكبير وتثمينه "العميق للنتائج والمخرجات التي أفضت إلى تعميق عزلة العدو وإدانة مواقفه التوسعية وتجديد الاجماع على التشبث بمبادئ وميثاق الاتحاد الافريقي والتحذير من الاعتداء عليها". بالتزامن مع ذلك واصلت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي هجماتها لليوم ال 26 على التوالي مستهدفة قواعد ومراكز تجمع قوات الاحتلال المغربي خلف الجدار العسكري بمنطقة الكركرات. وشملت الهجمات حسب بيان عسكري نشرته أمس وكالة الانباء الصحراوية "عدة مواقع على غرار منطقة ودي ام ركبة بقطاع المحبس وقواعد جنود الاحتلال في روس وديات الشديدة بقطاع الفرسية وأم الدقن في قطاع البكاري وشمال غرب احريشت ديرت بقطاع حوزة". كما استهدف "قصف عنيف مواقع العدو في كل من منطقة اعظيم أم الجلود بقطاع اوسرد ومنطقة روس فدرت ابروك بقطاع حوزة ومنطقة روس السبطي بقطاع المحبس ومنطقة ازمولت أم خملة بقطاع أم ادريقة وعدة مناطق أخرى". وأكد البيان أن الهجمات المركزة لجيش التحرير الشعبي الصحراوي تواصلت ليومها 26 على التوالي، مكبدة قوات الاحتلال المغربي خسائر فادحة في الأرواح والمعدات على طول جدار الذل والعار. توسع دائرة التضامن الدولي مع كفاح الصحراويين وفي سياق متصل تستمر حملة التضامن الواسعة مع كفاح ونضال الشعب الصحراوي وسط تأكيد دول ومنظمات وحقوقيين وبرلمانين من مختلف القارات لحقه في تقرير مصيره وفقا لما تقتضيه الشرعية الدولية. وفي هذا السياق طالبت ناميبيا بتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال بما يتماشى مع قرارات الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة ذات الصلة. وقال نائب رئيس جمهورية ناميبيا، نانغولو مبومبا، في خطاب أمام قمة الاتحاد الافريقي حول "إسكات البنادق" أنه "ينبغي منح الصحراويين حقهم في تقرير المصير والاستقلال وتخليص القارة الافريقية من بقايا الاستعمار"، مؤكدا دعم بلاده للائحة التي أعادت بموجبها القضية الصحراوية إلى مجلس الأمن والسلم للاتحاد الافريقي. وفي نفس سياق التضامن استوقفت عضو مجموعة الخضر والتحالف الأوروبي الحر، كيرا ماري بيتر هانسن، مفوضية الاتحاد الأوروبي بشأن المنتجات السمكية الخاصة بالصحراء الغربية، متسائلة عن الكيفية التي بإمكان المفوضية ضمان أن المنتجات السمكية المستوردة في إطار الاتفاقية المبرمة مع المغرب لا تنتهك قرار المحكمة الأوروبية الصادر في 27 فيفري 2018 . كما طالبت بتقديم توضيحات حول الإجراءات المتخذة للتأكد فعلا من أن البواخر التابعة للمملكة المغربية لا تصطاد في منطقة الصيد التابعة للصحراء الغربية، وهل بإمكان المفوضية أن تنظر في إنهاء اتفاقية الشراكة في قطاع المصائد السمكية إذا قام المغرب بخرق القرار الصادر عن المحكمة الأوروبية في هذا الصدد. وذكرت السياسية الدنماركية في سؤالها، مفوضية الاتحاد الأوروبي، بالحكم الصادر عن محكمة العدل الأوروبية في 27 فيفري 2018 والذي خلصت فيه إلى أن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي في مجال صيد الأسماك والمغرب صالحة فقط ما لم تشمل منطقة الصيد التابعة للمياه الإقليمية للصحراء الغربية. كما استوقف النائب الأوروبي، كوستاس باباداكيس، مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية، بخصوص الأوضاع المقلقة في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، خاصة عقب انتهاك المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار من خلال التوغل في "المنطقة العازلة" وإرسال القوات المسلحة لقمع الاحتجاجات المدنية للصحراويين في الكركرات. واستفسر النائب عن الحزب الشيوعي اليوناني، في هذا الصدد، الاتحاد الأوروبي عن موقفه إزاء هذا الوضع وجهوده فيما يخص الإنهاء الفوري لانتهاك المغرب لوقف إطلاق النار والإفراج الفوري أيضا عن المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية. وجدد باباداكيس، مطالبة الاتحاد الأوروبي بإظهار جهوده في إنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وفي دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره واختيار مستقبله بحرية ودون أي تدخل أجنبي. من جهتها حذرت المناضلة الإيطالية، روزيلا أوري، التي أكدت على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، من تجاهل الأصوات المنادية بتطبيق القانون واحترام الشرعية الدولية. وأشارت في مقال لها على يومية "المانيفيستو" الإيطالية تحت عنوان "جبهة البوليزاريو تحمل السلاح مرة أخرى.. كان من الممكن تجنبه"، أنه "وبعد 45 عاما من الاحتلال و30 من الوعود الزائفة وبعد أن تعالت صرخات اليأس من الشعب الصحراوي انهار وقف إطلاق النار الذي ظل ساري منذ 1991 بين جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية برعاية الأممالمتحدة".