دعا قانونيون جزائريون إلى ضرورة تكثيف التعاون والتنسيق الاستعلاماتي والمخباراتي بين الدول لتبادل المعلومات الأمنية من أجل محاربة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات التي تهدد الأمن القومي للدول· ركز مختصون في القانون خلال المائدة المستديرة التي نظمتها جريدة المجاهد أمس، حول "القانون الدولي والإجراءات القضائية المتخذة لمواجهة الجريمة وموقعها عبر العالم" أنه بات من الضروري إعطاء أهمية كبيرة للاتصال وتوسيع التعاون الدولي لمحاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود بما فيها الإرهاب الذي أصبح ظاهرة دولية خاصة بعد تبنيه لأسلوب الاعتداءات والهجمات الإرهابية باللجوء إلى التفجيرات الانتحارية· وفي هذا السياق طلبت الأستاذة عسول مختصة في القانون بإعادة تكوين مختلف أسلاك الأمن المشتركة في الجزائر وتزويدها بالوسائل المتطورة لمواكبة التحولات التي باتت تعرف تطورا كبيرا من خلال استعمال التكنولوجيات الحديثة خاصة ما تعلق بالإرهاب، تبييض الأموال وتزوير السيارات وغيرها إلى جانب تنسيق الجهود لأن الظاهرة اتخذت أبعادا دولية خطيرة "ولا يمكن لدولة بمفردها مهما كانت قوتها محاربة هذه الجريمة العابرة للقارات دون تدخل كل البلدان المعنية للحفاظ على الأمن والسلام العالميين"· وفي هذا السياق ذكر المحامي ميلود إبراهيمي أن الجزائر منذ الاستقلال وإلى غاية الآن صادقت على 43 اتفاقية ومعاهدة دولية لمحاربة الجريمة العابرة للحدود بمختلف أنواعها· من جهته أكد محافظ الشرطة بالمديرية العامة للأمن الوطني السيد فيصل حساني، أن الأمن الوطني تجمعه عدة اتفاقيات دولية في مجال التعاون لمحاربة الجريمة العابرة للحدود مع عدة دول في أوروبا الشرقية والغربية، أسيا وأمريكا لتبادل الخبرات والمعلومات في هذا الميدان· وأضاف المتحدث أن الجزائر سجلت 1632 مخالفة في سنة 2006 متعلقة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود، تم من خلالها إصدار 8 أوامر بالتوقيف في إطار القانون الدولي، وتعتبر المتاجرة بالمخدرات وحيازتها ومحاولة تهريبها أبرز هذه القضايا، يضيف محافظ الشرطة الذي صرّح أنه تم تحرير 16 ألف و331 مراسلة مع دول أخرى تخص مكافحة الإرهاب والمخدرات وتبييض الأموال من خلال تسجيل 16 ألف و250 ملفا لمتورطين في هذه الجرائم إلى غاية سنة 2006 · كما ذكر المتحدث في سياق حديثه بإنشاء خلية جهوية وديوان مركزي لمحاربة ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجزائرية مؤخرا لمراقبة الحدود، حيث أصبحت الجزائر منطقة عبور لكثير من المهاجرين السريين ومروجي المخدرات·