يوجد بالجزائر منذ يوم الأربعاء الفارط، منتخب الكويت للقوارب الشراعية، تلبية لدعوة وجهتها له الاتحادية الجزائرية للعبة، من اجل إجراء تربص تحضيري على مستوى المدرسة الوطنية للملاحة الشراعية ببرج البحري. وتزامن ذلك مع انطلاق المرحلة الشتوية للبطولة الوطنية، الأمر الذي مكن الأشقاء الكويتيين من المشاركة في أطوارها بشكل رمزي، للاستفادة من التجربة الجزائرية التي تعد رائدة على المستويين العربي والإفريقي. ويتشكل الفريق الكويتي من سبعة رياضيين كلهم ذكور مختصون في سباقات "الأوبتميست " و "الليزر " وينتمون كلهم إلى النادي البحري الكويتي، الذي يعد النادي الوحيد في هذا البلد الخليجي، وعادة ما تستنجد به الفدرالية الكويتية للرياضات المائية لتمثيل الوطن في مختلف المنافسات الدولية. "المساء" التي قامت بزيارة لهذا الفريق، كانت دهشتها كبيرة عندما علم الصحفي، أن المدرب الذي يقود عارضته الفنية منذ سنتين، من جنسية جزائرية، وهو السيد فيصل محمد بوشمع، خريج المدرسة الشرشالية للقوارب الشراعية ومدرب وطني سابق في اختصاص " الميسترال" من 1996 إلى 2001.. وتم اغتنام الفرصة لإجراء دردشة معه حول الهدف من اختيار الجزائر لإقامة تربص تحضيري ومدى تطور مستوى هذه الرياضة بالكويت، فأجاب قائلا : " فضلنا المجيء إلى الجزائر من أجل الاحتكاك برياضييها، الذين يملكون تجربة دولية طويلة في رياضة الملاحة الشراعية، مكنتهم من فرض سيطرتهم على المستويين العربي والإفريقي في كل الاختصاصات". وأضاف في نفس السياق : "لسنا نادمين على هذا الاختيار، لأن المدرسة الوطنية للملاحة الشراعية تتوفر على ظروف ملائمة للتحضير، تميزها واجهتها البحرية الممتازة وتوفرها على عتاد متطور، مما سيساعدنا على إجراء تربص في المستوى، تحسبا لمشاركتنا في دورة دولية بالكويت تجري في شهر جوان القادم، وتعد الجزائر إحدى محطاتنا التحضيرية لمواعيد دولية هامة، مثل كأس الخليج والبطولة الآسيوية، وهي التي سمحت للرياضيين الكويتيين برفع مستواهم التنافسي العالمي ." وأوضح محدثنا أن الممارسة الرياضية للقوارب الشراعية قديمة بالكويت، لكن عدد المنخرطين الرسميين ضئيل جدا، حيث لا يتجاوز 100 رياضي تابعين كلهم للنادي الكويتي، عشرون منهم ينتمون إلى المنتخب الوطني. وعبر السيد بوشمع عن ارتياحه للعمل في الكويت، حيث قال : " التقنيون الجزائريون في الملاحة الشراعية يحظون باحترام كبير في الكويت، بسبب تجربتهم الطويلة في هذه الرياضة، حيث أمضيت مع النادي الكويتي عقدا مدته سنتان بدأ في 2007، وأنا مرتاح حاليا لظروف العمل التي أؤدي فيها مهمتي، حيث نتوفر على كل العتاد الذي نحن في حاجة إليه، وهذا أهم شيء في نظري، وأدرب المنتخب الوطني، فضلا عن تكفلي الشخصي بالمدرسة الوطنية للقوارب الشراعية ." وكشف بوشمع عن أن عدة اتحاديات في الخليج العربي ترغب في استقدام تقنيين جزائريين للتكفل بمنتخباتها الوطنية، منها اتحاديات عمان والعربية السعودية وقطر، التي التمست مؤخرا من الاتحادية الجزائرية للملاحة الشراعية جلب مدربين من الجزائر. وعبر مدرب الفريق الوطني الكويتي في الأخير، عن إعجابه باستمرار تطور رياضة الملاحة الشراعية بالجزائر، التي زاد في قوتها ظهور كفاءات شبانية في مجال التأطير.