منذ انطلاق الحملة الانتخابية لا يجد المترشح محمد السعيد لرئاسيات 9 أفريل متسعا من الوقت للخلود إلى النوم سوى خمس ساعات على الأكثر في اليوم ليقضي معظم وقته في جمع المعلومات والاتصال الدائم بطاقم مداومته المركزية بالجزائر العاصمة. تبدأ يومية محمد السعيد على الساعة السادسة صباحا بفطور الصباح واستعراض أحداث الأمس ثم مراجعة التعليمات التي سيوجهها لمتعاونيه. وبما أن معظم التنقلات إلى الأماكن التي تتم فيها اللقاءات الجوارية والتجمعات المبرمجة في اليوم تتم برا فإن هذا يتيح للمترشح متسع من الوقت للإطلاع في سيارته على الوثائق "الهامة" المتعلقة بالمنطقة التي هو في صدد زيارتها. وأضاف السيد محمد السعيد أن جلسة القراءة هذه ستمكنه من الحصول على معلومات أوفر حول المشاكل التي تعاني منها المنطقة وآفاقها حتى يتسنى له الإطلاع على الحقائق والتقرب من مواطنيها وهو على دراية بوضعية المنطقة. وعند وصوله إلى عين المكان يتوجه الموكب نحو الفندق وبعد التحية وأخذ صور تذكارية بطلب من أنصار الحزب يتوجه المترشح إلى المداومة حيث تنتظره لجنة المساندة. وقبل مخاطبة المواطنين والشروع في جلسة الأسئلة والأجوبة للصحفيين يقوم المترشح محمد السعيد كما جرت العادة بتبادل أطراف الحديث مع أعضاء لجنة مساندته لبضع دقائق. وفي حال ما إذا برمجت منطقة مجاورة في برنامج حملته الانتخابية يتنقل المترشح إلى هذه الأخيرة رفقة لجنة مساندته و"مسؤولين محليين" حيث يتطرق إلى المشاكل التي تعاني منها هذه الأخيرة وتقدير مدى تأثير خطابه وكذا تقصي ما يتداول من آراء حول مرور مترشحين آخرين عبر المنطقة. ويعد الغذاء فرصة لضبط الأمور والانطلاق مجددا في سباق الرئاسيات وكذا موعدا لأخذ قسط من الراحة حيث يقوم المترشح بقص بعض الأحداث الطريفة المتعلقة بخبرته في الصحافة لا سيما في وكالة الأنباء الجزائرية في بداية الثمانينات. وبعد الغذاء يتوجه المترشح محمد السعيد إلى غرفته ل"تحضير تجمعه في الهدوء" في الوقت الذي يعكف فيه فريق على تحضير القاعة. وينطلق التجمع من خلال تصريح تمهيدي وجيز متبوعا بجلسة للأسئلة والأجوبة مع أنصار الحزب وهو ما يفضله المترشح بدلا من إلقاء خطاب طويل لن يكون له تأثير. وبعد انتهاء التجمع يتصل السيد محمد السعيد بمداومته المركزية عبر الهاتف ليعلم الطاقم هناك بجوهر النقاشات التي جرت في اليوم ليتم نشر المعلومات في موقعه على شبكة الإنترنيت. ولا يتناول السيد محمد السعيد عشاءه إلا بعد تتبعه للنشرة الإخبارية التي تبث على الساعة الثامنة مساء. ومهما كانت درجة ارتياحه للتغطية التلفزيونية لتجمعه فإنه لن يبدي أي رد فعل إزاء الصحفيين الذين يعلمهم بالتغيير الذي قد يطرأ على جدول توقيت نشاطاته المقبلة. بعد هذا ينسحب المترشح إلى غرفته في ساعة متأخرة من الليل ل"يعمل قرابة الثلاث ساعات" في تحضير تدخلاته المقبلة لاسيما تدخلاته عبر التلفزيون الوطني التي يجب أن يسجلها بعد عودته إلى العاصمة. كما يفضل المترشح محمد السعيد هذا الوقت لمطالعة الجرائد أو الملخصات التي أعدها معاونوه قبل أن يخلد أخيرا إلى النوم في منتصف الليل ليبدأ في اليوم الموالي مراطونا انتخابيا جديدا.