ظهر جليا إحجام المواطنين عن حضور الملتقيات الشعبية لببعض المترشحين مع بداية الحملة الانتخابية لرئاسيات التاسع أفريل واقتصار الحضور على المناضلين فقط أو الجمعيات، وكان الحضور الأكبر لفئة المراهقين الذين لا يهمهم لا المترشحون ولا الموعد الانتخابي، وكان حضورهم على طريقة تشجيعهم للأندية الرياضية. أمام مقاعدة شاغرة وتأخر دام أكثر من ساعة من الزمن، نشّطت ممثلة حزب العمال لويزة حنون حملتها الانتخابية من ولاية سطيف وأوعزت سبب تأخر انطلاق تجمعها الشعبي، الذي بدأ على الساعة الحادية عشر وربع بعدما كان مقررا أن ينطلق على الساعة العاشرة صباحا، بتأخر انطلاق الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية لمدة زادت عن الساعتين. أما في ولاية سوق اهراس، فقد اضطر رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية إلى إلغاء التجمع الشعبي الذي برمجه على مستوى قاعة الحفلات جواد نور الدين بسبب ضعف إقبال المواطنين، حيث لم يجد تواتي في القاعة أكثر من 03 شخصا بشكل جعله يسارع إلى إلغاء اللقاء دون تعويضه بخرجة جوارية مثلما اقترح عليه بعض إطارات الحزب، حيث شدّ الرحال مباشرة إلى ولاية الطارف التي نشّط بها تجمعا جماهيريا في قاعة المحاضرات أحمد بتشين. ورغم تغيير المسار، إلا أن تواتي قد خانه الحظ في الظفر بجمهور الحضور الذين تعود لقاءهم في مناسبات سابقة، ليجد نفسه يخاطب حضورا متواضعا. وفي سكيكدة تكرر مع تواتي سيناريو سوق اهراس، حيث أقدم المترشح على إلغاء التجمع الذي كان منتظرا بقاعة عيسات إيدير لضعف التجاوب الشعبي مع اللقاء المفترض، ولم يجد تواتي أمامه سوى التهجم على مسؤولي حزبه بالولاية، متهما إياهم بالتقصير في القيام بالدعاية الإعلامية والإشهار لبرنامج زيارته بولاية سكيكدة. حال المترشح المستقل محمد السعيد لم يكن بأحسن حال. ففي أول تجمع له بقاعة الأطلس بالعاصمة لم يتمكن المنظمون من استقطاب العدد الكافي لملأ القاعة، التي بقيت عديد مقاعدها شاغرة في الطابق الأرضي، والحال في الطابق العلوي كان أقل بكثير. وعن نوعية الحضور فقد كان الشباب الغالب على الحضور، كما وجد بعض المراهقين الفرصة للترويح عن النفس وترديد الشعارات السياسية والإنصات للأغاني الوطنية التي سبقت كلمة محمد السعيد. في المقابل، المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة، حظي باستقبال من سكان عاصمة الأوراس وخاطب 5200 شخص من ست ولايات، واكتفى في ولاية بشار بلقاء جواري مع أعيان المنطقة وشيوخ الزوايا، ونفس الطريقة اتبعها بتلمسان أمس، حيث اكتفى بلقاء جواري مع أطباء ولايات وهران، تلمسان، وعين تموشنت. الالتفاف الشعبي حظي به أيضا مرشح حركة الإصلاح الوطني جهيد يونسي خلال التجمعات الشعبية التي ابتدأها بالبليدة، حيث امتلأت القاعة عن آخرها ومعظمهم من الشباب المعجب بخطاب يونسي.. نفس المشهد تكرر في الجلفة، حيث كان الحضور كثيفا للغاية، وتميز بحضور الأسرة الثورية، كما استغل يونسي الفرصة لملاقات المواطنين سيرا على الإقدام بعد صلاة الجمعة في المدية، وهو الذي تكرر في ولاية الأغواط حين زار الزوايا المنتشرة هناك. وكما هو مألوف، وفي سيناريو أعاد نفسه بعد خمس سنوات، كان مرشح حزب عهد 45 فوزي رباعين، يخاطب نفسه في اغرفب وليست في القاعات في تلمسان، وعين تموشنت، ونفس الحال حصّله رباعين خلال سيره بالشوارع الرئيسة لتيموشنت ومقاهيها، ولم يزد الحضور عن الجالسين سلفا في المقهى، ونفر من الفضوليين.