تغادر المستشارة الألمانية "ماما ميركل" كما يحلو للألمان تسميتها منصبها على رأس السلطة التنفيذية في واحدة من أقوى الديمقراطيات الغربية من الباب الواسع، وهي التي حكمت ألمانيا لأكثر من 15 سنة بميزان العدل والمساواة. وتغادر أنجيلا ميركل، المرأة الحديدية التي وقفت الند للند أمام كل رؤوساء وقادة دول العالم، المشهد السياسي الألماني بإنجازات حافلة دون أن يتظاهر ضدها الألمان أو يطالبوها ب "الرحيل"، حيث فضّلت مغادرة منصبها بمحض إرادتها، في وقت طالب 72 بالمئة من مواطنيها مواصلة قيادة القطار الألماني. ولأنها كانت دائما في خدمة وطنها وشعب بلادها الذي وفرت له الرفاهية والعيش الرغيد، فقد اختار حزبها المحافظ المواصلة في نهجها بانتخابه أمس، لواحد من الشخصيات المحافظة المدافعة عن قيم المسيحية والمتشبعة بمبادئ وأفكار ميركل المسيحي الديمقراطي، أرمين لاشيت. وفاز رئيس حكومة ولاية شمال الراين ويستفاليا الألمانية، أرمين لاشيت، بجولة الإعادة في الانتخابات التي جرت عبر الإنترنت على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي المنتمية إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، متفوقاً على منافسه فريدريش ميرتس، لكن لا يزال يتعين تأكيد القرار رسمياً عن طريق التصويت عبر البريد. وحصل لاشيت، على أغلبية ب521 صوت من أصل 1001 مندوب تمت دعوتهم للتصويت، متقدما بذلك على فريدريش ميرتس الذي حصل على 466 صوت والذي يعد المنافس التاريخي للمستشارة ميركل، والمؤيد لتوجيه الحزب إلى خط اليمين المحافظ. ليصبح لاشيت المعروف بتأييده لاستمرار سياسيات ميركل في موقع يسمح له بقيادة المعسكر المحافظ للانتخابات العامة في سبتمبر المقبل. وفي خطاب ترشحه لرئاسة الحزب خلال مؤتمره العام المنعقد عبر الإنترنت أشاد لاشيت، بالإنجازات التي حققتها المستشارة الألمانية طوال السنوات الماضية، وقال إن مكانة المستشارة يمكن تلخيصها في كلمة واحدة ألا وهي "الثقة". ويأتي انتخاب لاشيت، أمس، في جولة الإعادة بعد أن كانت انجيلا ميركل، قد تركت مع نهاية العام الماضي، منصب رئاسة الحزب وسلمته بابتسامة لمن بعدها وألمانيا وشعبها في أفضل حال.