ووري الثرى، بعد صلاة ظهر أمس، بمقبرة سيدي يحيى بالجزائر العاصمة، جثمان المجاهد موسى شرشالي، باسمه الثوري "مصطفى" والذي وافته المنية عن عمر ناهز 83 سنة ضمن جنازة حضرها رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل ومستشار رئيس الجمهورية، عبد حفيظ علاهم، إلى جانب رفقاء المرحوم وعائلته ومواطنين. وانتقل الفقيد النائب بمجلس الأمة عن الثلث الرئاسي، إلى جوار ربه بعد مسيرة نضالية حافلة خلال ثورة التحرير في منطقة الونشريس وبعد الاستقلال كمناضل سياسي وحقوقي ومحام. وزاول الراحل، المولود يوم 30 جويلية 1938، بولاية عين الدفلى، تعليمه الابتدائي بمسقط رأسه، لينتقل بعدها إلى مدينة مليانة حيث تابع تعليمه الثانوي في القسم التقني بمدرسة "مصطفى فروخي" حاليا. وبدأ المرحوم مشواره النضالي بمدينة مليانة، حيث كان من بين المشاركين في إضراب الطلبة عام 1956، ليلتحق بعده مباشرة بصفوف الثورة كجندي في صفوف الكتيبة الحسينية قبل أن يشغل منصب سكرتير المسؤول الأول بالمنطقة الرابعة للولاية التاريخية الرابعة. وتولى المرحوم بعدها منصب مسؤول جهاز المخابرات والاتصالات في منطقة أولاد فارس، بالمنطقة الثانية للولاية الرابعة، ليعين بعدها محافظا سياسيا لمنطقة مليانة وتحديدا بالمنطقة الأولى للولاية الرابعة، قبل اعتقاله من طرف السلطات الاستعمارية على إثر معركة أصيب خلالها بجروح بليغة، حكم عليه إثرها بالسجن لمدة عشرين عاما. ومباشرة بعد استعادة الاستقلال الوطني تابع الفقيد تعليمه الجامعي في تخصص الحقوق، حيث نال التأهيل في مهنة المحاماة، ليصبح محاميا بمحكمة الجزائر ثم مديرا جهويا لقدماء المحامين بمنطقة الجزائر العاصمة عام 1963، ثم عضوا في قائمة المعتمدين سنة 1984. وتولى الفقيد بصفته مناضلا في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني منذ سنة 1963 عديد المسؤوليات الهامة كمفوض حزبي لولاية المسيلة من 1982 إلى 1983، ثم عضوا في اللجنة المركزية من عام 1979 إلى غاية آخر مؤتمر عام 2015. كما عين المجاهد موسى شرشالي عضوا بالمجلس الوطني للمنظمة الوطنية للمجاهدين منذ سنة 1980، ليتم تعيينه من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، ضمن الثلث الرئاسي بمجلس الأمة بتاريخ 07 جوان 2020 . قوجيل: فقدنا واحدا من الشخصيات الوطنية الغيورة تقدّم رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، أمس، بتعازيه الخالصة لأسرة المجاهد موسى شرشالي المدعو "مصطفى"، مبرزا أن الفقيد يعتبر "واحدا من الشخصيات الوطنية الغيورة والمجاهدين الأمجاد". وكتب السيد قوجيل في رسالة التعزية، "لقد تلقيت ببالغ التأثر والحسرة نعي الأخ المجاهد، عضو مجلس الأمة، والقيادي بالمنظمة الوطنية للمجاهدين، الحاج موسى شرشالي، المدعو "مصطفى"، تغمده البارئ عز وجل وآواه إلى جواره". واستطرد قائلا "ليس بمقدوري في هذه اللحظات المؤلمة والمحزنة، التي نودع فيها واحدا من الشخصيات الوطنية الغيورة، أحد مجاهدينا الأمجاد الذين انخرطوا منذ نعومة أظافرهم بإيمان وإقدام في المسار الثوري التحرّري، إلا أن أترحم على روحه الطاهرة". و"أمام هذا المصاب الجلل - يضيف السيد قوجيل- أعرب ببالغ الحزن والأسى، أصالة عن نفسي ونيابة عن الزميلات والزملاء أعضاء مجلس الأمة عن تعازي الخالصة لأسرته وذويه الأكارم ورفقاء دربه راجيا من العلي القدير أن يتنزل على قلوبهم جميعا من لدنه صبرا جميلا". الوزير الأول : الجزائر تفقد رجلا آخر من أبطالها المجاهدين كما بعث الوزير الأول، السيد عبد العزيز جراد، أمس، ببرقية تعزية إلى عائلة المجاهد موسى شرشالي المدعو "سي مصطفى"، أكد فيها أن الجزائر تفقد برحيله "رجلا آخر من أبطالها المجاهدين". وقال السيد جراد في برقية التعزية، "لقد تلقيت بمزيد التأثر والأسى نبأ وفاة المغفور له بإذن الله، المجاهد وعضو مجلس الأمة، السيد مصطفى شرشالي، رحمه الله بواسع رحمته وطيب ثراه وأفاض على روحه مغفرة وثوابا"، مبرزا مناقب الفقيد الذي كان ينتمي إلى "الرعيل الأول من الجيل الذهبي من الثوار الأحرار والمجاهدين الأخيار". وأضاف قائلا، "بهذه المناسبة الأليمة التي تفقد فيها الجزائر رجلا آخر من أبطالها المجاهدين، أتقدم إليكم وإلى ذوي الراحل جميعا ومن خلالكم إلى كل الأسرة الثورية، بأخلص عبارات العزاء وأصدق المواساة، داعيا المولى جل وعلا أن يتغمد روحه الطاهرة بواسع رحمته وغفرانه ويسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والأبرار، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يلهمكم جميل الصبر وعظيم السلوان ويجازيكم عنه خير الجزاء. إنه ولي ذلك وعليه قدير. (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)". كما تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، ب"أخلص التعازي وأصدق مشاعر التضامن والمواساة إلى أسرة الفقيد ورفاقه في الجهاد"، مشيرا إلى أن الجزائر فقدت في وفاة موسى شرشالي "أحد قامات الثورة التحريرية ورجالاتها المخلصين لأمانة الشهداء ومبادئ وقيم ثورة أول نوفمبر المجيدة... راجيا من الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة وأن يسكنه فسيح جناته.