شكلت الجولة الإفريقية التي قام بها وزير الشؤون الخارجية السيد صبري بوقدوم، مؤخرا، إلى كل من جنوب إفريقيا، ليسوتو، وأنغولاوكينيا، فرصة للتأكيد على تطابق وجهات النظر حول أهمية التعاون المشترك من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في أفريقيا، مع ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق هدف "إسكات صوت البنادق في القارة". وخلال الزيارة التي قادته إلى بريتوريا، سجل بوقدوم ونظيرته وزيرة العلاقات الدولية والتعاون ناليدي باندور ب"ارتياح" تقارب المواقف تجاه مسار الشرعية الدولية والتسوية السلمية للأزمات والصراعات. وذلك بعدما استعرضا آخر التطوّرات في بؤر التوتر الرئيسية في القارة، بما في ذلك الأوضاع السائدة في ليبيا والصحراء الغربية ومالي ومنطقة الساحل والوسط والقرن الإفريقي. وشدّد الطرفان بالمناسبة، على "ضرورة مضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف الرئيسية والنبيلة للاتحاد الأفريقي الهادفة إلى "إسكات البنادق" و"جعل إفريقيا قارة آمنة ومزدهرة"، مجددين الالتزام "بالعمل معا من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في القارة". وفيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية، أعرب الطرفان عن "انشغالهما العميق إزاء تجدد التوترات واستئناف المواجهة المسلحة بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو في الأراضي الصحراوية المحتلة". كما شدّدا على "ضرورة تضافر جهود الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة من أجل الشروع في عملية سياسية حقيقية للوصول إلى تسوية نهائية لهذا النزاع وتمكين شعب الصحراء الغربية من الممارسة الكاملة لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال من خلال تنظيم استفتاء نزيه وشفاف، وفقا للقرارات واللوائح الدولية ذات الصلة الصادرة عن الاتحاد الأفريقي والأممالمتحدة". وأكدا خلال بيان مشترك بمناسبة هذه الزيارة على موقفهما الداعم لحل سياسي عادل ودائم، يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير عبر إجراء استفتاء حر وعادل، وفقا لقرار مجلس الأمن 690 (1991) وكذا القرارات ذات الصلة. كما أعرب الطرفان عن دعمهما "الكامل" لتعيين فوري لمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة لإقليم الصحراء الغربية المحتل وهو المنصب الذي ظل شاغرا منذ استقالة الألماني هورست كوهلر في ماي عام 2019. وبخصوص التطوّرات في ليبيا بما فيها العملية السياسية التي تقودها الأممالمتحدة، شدد الجانبان على ضرورة قيام الاتحاد الإفريقي من خلال اللجنة الرفيعة المستوى المعنية بليبيا ب"تكثيف مشاركته لضمان عملية سياسية يقودها الليبيون بما يحفظ وحدة وسلامة البلاد، ووضع حد للتدخل الأجنبي". وتمحورت المباحثات أيضا حول الوضع في منطقة الساحل الإفريقي وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية، إلى جانب التهديدات الإرهابية المتنامية في القارة الإفريقية، حيث أعرب الوزيران عن انشغالهما لاستمرار حالة عدم الاستقرار والنزاعات في بعض أجزاء القارة، مستنكرين ب"أشد العبارات" الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله. أما في مملكة ليسوتو، فقد تطرق السيد بوقدوم خلال محادثاته مع نظيرته وزيرة الشؤون الخارجية والعلاقات الدولية ماتسيبو راماكواي إلى المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتم الاتفاق على ضرورة تعميق التنسيق على مستوى المنظمات الإقليمية والدولية من أجل الدفاع عن مبادئ القانون الدولي وتحقيق أهداف المنظمة القارية في مجالات السلم والأمن والتنمية. كما شدّد الطرفان على ضرورة أن يعمل الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة بالتشاور من أجل إطلاق مسار حقيقي من شأنه استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية. وفي أنغولا، سمح لقاء رئيس الدبلوماسية مع نظيره أنطونيو تيتي بتبادل معمق حول المسائل السياسية والسلام والأمن في إفريقيا، لاسيما الأوضاع السائدة على التوالي في ليبيا ومالي والصحراء الغربية ومنطقة الساحل ووسط إفريقيا وجمهورية إفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي ختام جولته الإفريقية، أعرب السيد بوقدوم بنيروبي (كينيا) مع نظيرته راشيل أومامو عن"ارتياحهما" لتطابق مواقف البلدين، من حيث احترام مبادئ القانون الدولي والتسوية السلمية للأزمات والنزاعات وذلك بعدما استعرضا بؤر التوتر الأساسية في القارة الإفريقية بما فيها الوضع في ليبيا والصحراء الغربية ومالي ومنطقة الساحل ووسط إفريقيا والقرن الإفريقي.