نظمت مديرية الحماية المدنية، بالتنسيق مع المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، مؤخرا، لقاء افتتاحيا للحملة الوطنية التي انطلقت ضد مخاطر أحادي أكسيد الكاربون، تحت شعار "القاتل الصامت في بيوتنا"، للحد من الكوارث التي تحدث كل موسم برد، بسبب تسربات غاز أحادي الكربون، عند استعمال للمدفأة أو التجهيزات الأخرى غير المطابقة لمعايير السلامة، حيث احتضنت مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، التظاهرة بمقرها في براقي بالحراش. قال بهذه المناسبة، الملازم الأول في الحماية المدنية، خالد بن خلف الله، إنه نظرا للأرقام المسجلة نتيجة الحوادث الناتجة عن تسربات الغاز، والتي يروح ضحيتها أحيانا، عائلات بأكملها، في ليلة واحدة، ارتأى أعوان الرقابة وجمعيات المرصصين، ومنظمة حماية المستهلك العمل، بالتنسيق مع أعوان الحماية المدنية، من أجل تكثيف الحملات التحسيسية في هذا الشأن، بهدف الحد من تلك الكوارث التي تحصد الأرواح يوميا، وعبر مختلف الولايات، بسبب استعمال مدافئ غير مطابقة لمعايير السلامة، باعتبارها جديدة، لكنها تفتقر لمعايير السلامة، أو قديمة ولم تستفد من أية صيانة، مما يسبب عطبا أو خللا يجعلها غير صالحة للاستعمال، والهدف من تنظيم تلك الحملات، يضيف الملازم، توعية وتحسيس المواطن بأهمية تدفئة البيت، دون تعريض أفراده لخطر قد يكون أقسى من البرودة في حد ذاتها. أهم ما نصح به الملازم؛ التهوية التي تبقى أحسن وقاية من مخاطر التسربات الغازية، مشيرا إلى أن العدو الأساسي الذي لابد أن يحذر منه المواطن، هو استعمال تلك المدافئ وعدم تهوية البيت، في حين تمت الإشارة إلى أهمية تهوية المنزل بفتح النوافذ، خاصة في الليل قبل النوم، للحد من الحوادث، والسماح للهواء بالدخول والتقليل من مخاطر التسمم بغاز أحادي الكاربون، مضيفا أن هذا السلوك لابد أن يكون عفويا بعد تشغيل المدفأة الغازية، ورغم أنه مفيد جدا في الحد من ظاهرة الاختناق بغاز أحادي أوكسيد الكاربون، غير أنه لا يقضي عليها، ويطلب بأن يتبع بوعي المواطنين في الالتزام بتركيب تلك الأجهزة من طرف مختصين في الترصيص، وصيانتها إذا اقتضى الأمر، والتبليغ عند الشك بوجود تسربات. من جهته، قال كمال يويو، رئيس مكتب العاصمة لدى المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، إن القاتل الصامت، يحصد سنويا أرواح المئات من الجزائريين الذين يفقدون وعيهم في لحظات دفء خلال نومهم، بعد أن تحولت أجهزتهم من نعمة إلى نقمة قضت على عائلات بأكملها. وقصد مجابهة هذا الخطر الزاحف على الجميع، والذي لا يزال الكثيرون لم يقتنعوا بخطورته إلا بعد تسجيل كوارث، أقرت وزارة التجارة منذ مدة إجراء جديد، يلزم التجار ببيع هذين الجهازين مع جهاز كاشف عن غاز أحادي أكسيد الكاربون، ليتم تعزيز تلك العملية الهادفة إلى الحد من الحوادث، حملات توعوية وإعلامية لفائدة تجار الجملة والتجزئة عبر العديد من ولايات الوطن، شاركت فيها المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ومحيطه، إلى جانب وزارة التجارة ومصالح الأمن الوطني، وكذا جمعيات ناشطة في حماية المستهلك، على اعتبار أن تسخير كل الطاقات لمحاربة "القاتل الصامت" غير كافية في نظر الجهات المعنية. يضيف المتحدث: "لقد أعقبت هذه الحملات، عمليات مراقبة وتفتيش بعد دخول القرار الوزاري حيز التطبيق، حيث وقفت الفرق على التزامها بالعملية، وتم خلالها تثمين المنتج المحلي، الذي برز من خلال الكشف عن سلامته، أنه براعي جميع معايير السلامة التي تحفظ حياة مستعمليها"، مؤكدا بقوله: "يبقى دائما الكشف عن التسربات بالاستعانة بالكاشف، من الأمور الضرورية، لتفادي الوقوع ضحية أي عطب خلال نقله أو تركيبه".