يعيش سكان دوار بوفاهة ببلدية العنصر في جيجل، ظروفا معيشية وأوضاعا جد متردية، جراء افتقار المنطقة لأبسط الضروريات، فالقرية تشهد نقصا فادحا في البرامج التنموية، إلى جانب الغياب شبه الكلي والتام لمختلف الهياكل الحيوية والضرورية للعيش الكريم، على غرار تدهور الطريق وغياب المسالك، انعدام ماء الشرب وقنوات الصرف الصحي، وغيرها من النقائص التي أثرت سلبا على حياة القرويين. حسب تصريحات السكان ل"المساء"، يشهد دوار بوفاهة كل أنواع الحرمان من الحياة العصرية، وانعدام أدنى ضروريات الحياة الكريمة، مما جعلهم يعيشون في ظروف جد صعبة، لأن الطابع الجبلي القاسي للقرية أعطى الكثير من المبررات للسلطات المحلية المتعاقبة لبلدية العنصر، كي يكون قاطنوها بعيدين عن اهتماماتها وغياب البرامج التنموية بها . لعل أهم مشكل طرحه سكان القرية، اهتراء الطريق الرئيسي الذي يربط قرية أولاد بوفاهة بمركز البلدية، حيث يشهد هذا الطريق تدهورا كبيرا، خاصة في أيام تساقط الأمطار، إذ يتحول بمجرد سقوط قطرات قليلة منه إلى برك مائية، أضف إلى ذلك انعدام الطرق والمسالك الداخلية. وقد أكد أحد قاطني القرية ل"المساء"، أنهم يستعينون كلما تساقطت الأمطار بالأحذية البلاستيكية، كما أنهم، يضيف المتحدث، يعانون من نقص حاد في النقل، بسبب عزوف الناقلين عن الدخول إلى القرية، خوفا من تعرض مركباتهم لأعطاب، فتزيدهم أعباء إضافية، مما أدخل السكان في دوامة البحث عن وسيلة للتنقل إلى الوجهة المطلوبة، أو السير مشيا على الأقدام لمسافات طويلة من أجل قضاء حاجياتهم اليومية. كما استهجن السكان عدم استفادتهم من عملية الربط بشبكات المياه الصالحة للشرب، والتي زادت من معاناتهم اليومية، وجعلتهم في حالة استنفار دائم، لتوفير مياه الشرب، حيث يعاني السكان العطش على مدار السنة، ورغم الشكاوى المرفوعة للسلطات المعنية، يقول المواطنون، إلا أنهم لا يجدون آذانا صاغية، ولم ينعموا من الاستفادة بشبكة المياه الصالحة للشرب، الأمر الذي دفع السكان إلى جلب الماء من الينابيع المتواجدة بالجبال ذات التضاريس الوعرة، معتمدين في ذلك على الطرق البدائية، كالاستعانة بالأحمرة أو البحث عن الماء في المناطق المجاورة محملين بالبراميل، أو الاستنجاد بمياه الصهاريج التي يتم اقتناؤها بأثمان باهظة، وهو ما يؤثر على أصحاب الدخل الضعيف، وهي الأزمة التي تزداد حدتها، خاصة في فصل الصيف في ظل ازدياد الحاجة لاستعمال هذه المادة الحيوية التي تعتبر من ضروريات الحياة. من الانشغالات الأخرى التي جعلت حياة سكان المنطقة صعبة، مشكل غياب الكهرباء الريفية التي أتلفت سنوات العشرية السوداء، ومنذ ذلك الزمن، لم يتم إعادة إصلاح أسلاك الكهرباء، مما جعلهم يعتمدون على الطرق البدائية في الإنارة، ويقول المواطنون؛ إن الكثير ممن هجروا المنطقة سنوات التسعينات، لديهم الرغبة في العودة إلى منازلهم، لكن العزلة وغياب مختلف الضروريات حال دون عودتهم. كشف سكان القرية عن أن التخلص من النفايات ومياه الصرف الصحي تتم بطريقة بدائية، بسبب الغياب التام لشبكة الصرف الصحي، مما دفع السكان إلى التخلص من المياه المستعملة بطرق عشوائية، وهو الأمر الذي تسبب في مشكلة حقيقية للسكان والبيئة وتشويه المنظر الطبيعي الخلاب للمنطقة، بعد أن أضحت هذه المياه تصب في العراء، وتتسبب في انبعاث رائحة كريهة، مع انتشار رهيب للحشرات الضارة. ليضاف إلى كل هذا، مشكل انعدام الغاز الطبيعي، الذي يعد بمثابة حلم يصعب تحقيقه لدى سكان هذه القرية المعزولة، الذين أكدوا ل"المساء"، أن الشبكة التي تربط مجموعة من المناطق المجاورة محرومون منها ومن فوائدها، مما جعل معاناتهم مع قارورة غاز البوتان مستمرة إلى أجل غير مسمى. في انتظار تدخل السلطات المحلية والالتفات إلى المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات، يعيش سكان دوار بوفاهة ببلدية العنصر، على أمل برمجة مشاريع ريفية، في إطار تنمية مناطق الظل، وتحقيق استقرار السكان لخدمة الأرض وتربية الماشية، وخفض النزوح الريفي نحو المناطق الحضرية. قرية الجناح بسيدي عبد العزيز ... السكان يطالبون بفتح قاعة العلاج ناشد سكان قرية الجناح، والمشاتي المجاورة ببلدية سيدي عبد العزيز بجيجل، الجهات الوصية، فتح قاعة العلاج واستغلالها للمرضى الذين يعانون الأمرين، خلال تنقلاتهم لمسافات بعيدة من أجل تلقي أبسط العلاجات. حسب تصريحات المواطنين ل"المساء"، فإن هذا المرفق الصحي الذي كان قبل سنوات التسعينات يشتغل ويقدم مختلف الخدمات الصحية، أغلق سنوات العشرية السوداء واستغل كمقر لأعوان الحرس البلدي، مطالبين من الجهات المعنية استرجاع المرفق الصحي، نظرا لحاجة سكان قرية الجناح إلى قاعة العلاج، من أجل التقليل من معاناة التنقل اليومي للبلديات المجاورة، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار وكبار السن والنساء الحوامل، وتمكينهم من الخدمات الصحية. يطالب السكان السلطات الولائية، بالتعجيل في إعادة فتح هذا المرفق الصحي، الذي من شأنه أن يقلل من حجم المعاناة والمصاريف الإضافية.