استخدمت الشرطة السينغالية، أمس، القنابل المسيلة للدموع ضد أنصار المعارض عثمان سونكو الذين تجمهروا أمس في قلب العاصمة دكار في محاولة لتفريقهم بعد أن اصروا على مواصلة احتجاجاتهم ضد قرار السلطات السينغالية محاكمته بتهمة الإخلال بالنظام العام. وتدهور الوضع فجأة في ساحة الأمة في قلب العاصمة السينغالية والتي تحولت منذ أيام إلى مسرح لالتقاء الألاف من أنصار المعارض الشاب احتجاجا على ما أسموه بالمضايقات التي يتعرض لها لمنع ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها سنة 2024. وذكرت مصادر إعلامية انه رغم الراية البيضاء التي رفعها متصدرو المسيرة الاحتجاجية إلا أن ذلك لم يمنع من قيام مشاركين في التظاهرة برشق عناصر الشرطة الذين ردوا بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ضمن مؤشرات قوية على احتمال تطور الوضع باتجاه الأسوأ وخاصة بعد ثلاثة أيام من مواجهات عنيفة شهدتها عاصمة البلاد وعرفت أعمال شغب وتكسير للمحلات وحرق للسيارات. يعيش السينغال هذه الأيام تشنجا شعبيا متزايدا على خلفية، اعتقال المعارض عثمان سونكو منذ الثالث مارس الجاري اضطر السلطات السينغالية على إثره على القيام بإنزال عسكري وفرض إجراءات أمنية مشددة لمنع أي انزلاق وخاصة بالعاصمة دكار. وطوقت مدرعات الجيش النظامي مداخل العاصمة تحسبا لاندلاع احتجاجات جديدة خاصة في ظل دعوات اطلقتها "حركة الدفاع عن الديمقراطية" التي تضم احزاب معارضة منها حزب سونكو للتظاهر بداية من يوم أمس وعلى مدار ثلاثة أيام كاملة عبر مختلف انحاء البلاد. وجاءت دعوة المعارضة للتظاهر بعد سلسلة أعمال عنف وشغب عاشتها العاصمة دكار الأسبوع الماضي على إثر اعتقال النائب المعارض، عثمان سونكو بعد أن وجهت له تهمة "الاغتصاب" رفعتها ضده عاملة صالون تجميل كان يتردد عليه للقيام بجلسات تدليك للتخفيف من آلام ظهر يقول أنه يعاني منها وخلفت مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص في حين تحدثت الصحافة المحلية عن سقوط عدد أكبر من الضحايا. وتطورت الأمور نحو الأسوأ بعد أن رفض سونكو المثول امام المحكمة باعتباره يتمتع بالحصانة البرلمانية قبل ان يتم استدعاؤه مجددا وتوجيه تهم تتعلق بإثارة البلبلة والاخلال بالنظام العام. وهو ما اعتبره سونكو ومعه أنصاره بأنها محاولة من السلطة الحاكمة لتشويه صورة النائب الشاب المعارض لكسر شعبيته باعتباره أبرز المنافسين في الانتخابات الرئاسية المنتظر تنظيمها في هذا البلد الإفريقي العام 2024 خاصة وانه حل ثالثا في رئاسيات عام 2019.