لم يعد يفصلنا إلا يوم واحد عن ساعة الحسم، بعدما أنهى المترشحون الستة حملتهم الانتخابية التي جابوا خلالها الجزائر طولا وعرضا، عارضين برامجهم وساعين لكسب أصوات يحتاجونها لامتحان هذا اليوم. وهناك شبه إجماع على أن الحملة الانتخابية جرت في ظروف جيدة على العموم، باستثناء بعض التجاوزات التي تعتبر عادية وطبيعية في حملة تتنافس فيها البرامج والأفكار والرؤى وحتى الطموحات. وطبيعي أن يراهن كل مترشح على انتقاد برنامج غيره وتقديم نفسه على أنه صاحب مشروع الإنقاذ، وتحقيق الآمال والتطلعات، لكن الأهم أن كل ذلك تم في إطار الاحترام وروح المسؤولية مما يؤكد نضج الجزائريين وخبرتهم في تنظيم وتنشيط حملات انتخابية تعددية، وهي مرحلة من النضج يحسدون عليها كون الجزائر كانت أول بلد عربي ينظم انتخابات رئاسية تعددية. أكسبتها تجربة بإمكانها أن تكون نموذجا يحتذى في تكريس الممارسة الديمقراطية. وكما أن الديمقراطية في الجزائر بلغت مرحلة اللارجوع فإن المصالحة الوطنية التي زكاها الشعب أصبحت خيارا لا تراجع عنه، والدليل أن المترشحين الستة رغم اختلافهم في الطرح حول ما يشغل المواطن من مسائل اجتماعية واقتصادية، فإنهم أجمعوا على أن المصالحة الوطنية تبقى ركيزة أساسية لأمن واستقرار البلاد، وتعبيد الطريق لمواصلة البناء والتشييد. ومهما يكن فإن المترشحين أدوا ما عليهم بكل ديمقراطية ومسؤولية. وتبقى الكلمة في النهاية للصندوق الذي سيفصل به الناخبون يوم الخميس في اختيار رئيس الجزائر القادم.