شدّد المكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية السيد إبراهيم مراد على ضرورة توجيه البرامج التنموية وفق احتياجات كل منطقة وطابعها الاجتماعي، لاسيما تلك المنتشرة على الشريط الحدودي للبلاد، مشيرا إلى أن تكييف هذه البرامج يضمن استجابة واسعة للمتطلبات التنموية الملحة لساكنة هذه المناطق وترقية لإطارها المعيشي. وأوضح السيد مراد خلال زيارته، أول أمس، إلى عدد من القرى والمناطق النائية بولاية إيليزي الحدودية، أن "تعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في هذا الشأن، تقضي بالمرافقة والمتابعة الدائمة للاحتياجات التنموية التي يطالب بها ساكنة مناطق الظل في كل شبر من الوطن والعمل على تجسيدها ميدانيا، لاسيما ما تعلق بمشاريع فكّ العزلة والربط بشبكات الكهرباء والغاز والماء كأولوية ملحة للمساهمة في تثبيت الساكنة بمناطقهم". وبعد استعراضه لوضعية المدارس والمؤسسات التربوية بمناطق الظل، والتي استفادت من ضمنها مؤخرا 16 مدرسة من الربط بأنظمة الطاقة الشمسية، شدّد ذات المسؤول على الحرص على تحسين ظروف التمدرس بهذه المناطق، خاصة ما تعلق بالإطعام والنقل، مؤكدا في تصريح صحفي على هامش هذه الزيارة التي دامت يومين، أن الدولة قطعت أشواطا هامة فيما يتعلق بالتكفل باحتياجات مناطق الظل وذلك منذ الشروع في رصد متطلباتها التنموية، "وهو ما تجلى في تجسيد إلى غاية اليوم أزيد من 14000 مشروع من بين 32700 عملية مبرمجة لفائدة مناطق الظل عبر التراب الوطني، بتكلفة مالية تقدر ب480 مليار دينار في شتى القطاعات ذات الصلة المباشرة بالمواطن". وفي رده على الانشغالات التي رفعها بعض أعيان منطقة الظل "تاست" حول مشكل انعدام الماء بالمنطقة، أشار السيد مراد إلى إطلاق عملية للتكفل بهذا المطلب بشكل مستعجل تستهدف التنقيب عن موارد مائية بالمنطقة، عوض الاعتماد على الطرق التقليدية في جلب هذه المادة الحيوية. كما وقف المكلف بمهمة لدى رئاسة الجمهورية على سيرورة البرنامج التنموي الجاري تجسيده عبر قرى "إفرا" و"تماجرت" و"ايفني" و"فضنون" و"تنيمري" والذي يخص قطاعات التعمير والأشغال العمومية والموارد المائية. ويتعلق الأمر أساسا بإنجاز وتعبيد عدة طرقات بلدية وولائية بهذه المناطق وكذا مشاريع التهيئة الحضارية وإعادة الاعتبار للإنارة العمومية الى جانب مشاريع إنجاز شبكتي توزيع الماء الشروب والصرف الصحي وحفر آبار على مستوى هذه التجمعات السكانية. في هذا الصدد نوّه السيد مراد بالمجهود التنموي المبذول من قبل السلطات المحلية لرفع الغبن وفكّ العزلة عن هذه المناطق، مسديا تعليمات صارمة من أجل مضاعفة الجهود وفتح قنوات تواصل مباشرة بين المسؤولين المحليين والمواطن وإشراك هذا الأخير في تفعيل الحركة التنموية بالجهة. قبل ذلك كان للسيد ابراهيم مراد زيارة ميدانية لعدد من مناطق الظل بولاية جانت، حيث تلقى عرضا حول واقع التنمية بالولاية الجديدة واطلع عن كثب على المشاريع الجاري تجسيدها على غرار ربط قرية تيني بالشبكة الكهربائية وإنجاز الإنارة العمومية بذات القرية، إلى جانب معاينة مشروع التهيئة الحضرية بحي "أغوم" ومنطقتي "عين أبربر" و"طورست".