صدر للباحث الجزائري لعلاونة محمد الأمين، مؤخرا، عن دار "خيال" للنشر والتوزيع، كتاب نقدي بعنوان "كيمياء الرواية مقاربات في النقد الثقافي"، وهو الكتاب الثاني في مسيرة الباحث بعد كتاب "مبادئ في الدرس الحجاجي" الذي صدر عام 2019. يحاول الباحث في إصداره الجديد "كيمياء الرواية"، أن يطبق مجموعة من مقاربات "النقد الثقافي" على مجموعة من الروايات المتنوعة من حيث المضامين والتوجهات؛ حيث يستهل كتابه بتناول باقة من الروايات الجزائرية لكتّاب جزائريين ك "محمد ديب" في نصه "السيمورغ"، الذي استنطق فيه محمد الأمين لعلاونة التصوف، وحاول أن يبحث عن النسق الصوفي في الرواية التي تحمل، حسبه، بعدا روحيا، يتجسد في تلك الرحلة البرزخية التي أراد من خلالها ديب أن يعود إلى روحانية الشرق، ويتخلص من تلك النزعة المادية التي طبعت عصرنا الحالي؛ عصر "ما بعد الحداثة"، ليقارن بعدها بين رواية "السيمورغ" للراحل محمد ديب وبين رواية "الخيميائي" للكاتب البرازيلي باولو كويلو من حيث التطرق لطبوغرافيا الأمكنة وما تحمله من حمولات إيديولوجية ومعرفية، سعى الباحث إلى تفكيكها باعتماد آليات النقد الثقافي. ولم يُهمل الباحث الرواية النسوية؛ إذ راح يبحث عن تأويل الكتابة بالجسد في نص الراحلة ديهية لويز "جسد يسكنني"، الذي عبّرت فيه الساردة عن ذكورية/ بطرياركية المجتمع الجزائري ومكانة الأنثى فيه، وهو ما حاول الباحث أن يتناوله بطريقة نقدية، تفك بعض مغاليق النص، وتوصل الأنساق المضمرة إلى القارئ بطريقة سلسة، وهو ما نجده كذلك في الدراسة التي خصصها لرواية "قواعد العشق الأربعون" للكاتبة التركية إليف شافاق، التي تُعد، حسبها، رواية صوفية تحكي سيرة جلال الدين الرومي، غير أنها تحمل العديد من التأويلات الإيديولوجية التي ضمّنتها شافاق داخل حبكتها السردية. ويعود الباحث إلى الرواية الجزائرية مرة أخرى، عن طريق البحث في مظاهر التمرد، وآليات الكتابة الجديدة في رواية "هايدغر في المشفى" للكاتب الجزائري محمد بن جبار. كما يبحث عن دور المثقف في رواية "قضاة الشرف" لصاحبها عبد الوهاب بن منصو.