رفعت الموجة الثالثة لفيروس "كورونا" في صورته المتحورة التي تضرب الجزائر، معدل الوعي بضرورة المسارعة إلى التلقيح لبلوغ المناعة الجماعية، التي لا يزال الأطباء يحثون عليها، حيث عرفت مصالح الصحة الجوارية على مستوى ولاية البليدة، وتلك التي تم فتحها بالفضاءات العمومية، على غرار باب الدزاير بالبليدة وساحة البلدية بمدينة العفرون، إقبالا كبيرا عليها، الأمر الذي دفع بالعاملين إلى تغيير نظام العمل، بتسجيل الراغبين في التلقيح وتحديد مواعيد إجراء هذا التطعيم في سياق تنظيم العملية. وقفت "المساء" على التوافد الكبير للمواطنين، خاصة كبار السن منهم، على الخيمة التي نصبت بساحة مدينة العفرون، من أجل التسجيل والخضوع للتلقيح الذي أصبح، حسب ما رصدناه على ألسنة بعض المواطنين ممن تقربوا لأخذ اللقاح، أكثر من ضرورة، بالنظر إلى التغيرات التي طرأت على الوباء، وجعلته أكثر خطورة. وحسب مواطن ستيني، فإنه في أول الأمر، لم يكن راغبا في التلقيح، خاصة أنه يعيش بعيدا عن التجمع السكاني، ولا يختلط كثيرا بالناس، غير أن ما يجري تداوله يوميا عبر وسائل الإعلام، جعله يخاف من الفيروس، لاسيما أنه أصبح أسرع انتشارا، بينما أوضح مواطن خمسيني آخر، أنه بعد أن قام بتلقيح نفسه، سعى جاهدا لاقتناع زوجته التي كانت خائفة من التلقيح، نظرا لما كانت تسمعه من مغالطات حول هذه العملية، حيث سجلها في انتظار أن يتم الاتصال بها لأخذ جرعة اللقاح. بينما أعرب البعض الآخر، عن انزعاجهم للعودة إلى العمل بنظام المواعيد، الذي يجعل البعض يعزف عن العملية، بسبب التردد تارة، والخوف تارة أخرى، من اللقاح في حد ذاته، الذي لا تزال تحوم حوله بعض الشائعات. حسب العاملين في الخيمة من ممثلي المصالح الصحية، فإن الإقبال كبير على طلب التلقيح، بعد تنامي الوعي، ومن مختلف الشرائح العمرية، بما في ذلك من هم في سن العشرينات، الأمر الذي دفع حسبهم إلى فتح مراكز تلقيح جوارية جديدة، لتحفيز المواطنين على التلقيح وتقريب المصالح الصحية من الراغبين في التلقيح، إلى جانب وضح في المتناول، مصالح تلقيح متنقلة لفائدة الموظفين غير القادرين على التنقل، مؤكدين أن جرعات التلقيح متوفرة وتغطي الطلب. حسب مدير الصحة على أحمد جمعي، في تصريحه لوسائل الإعلام "فإن ولاية البليدة تشهد تسجيل ارتفاع محسوس في عدد الإصابات، التي بلغت 561 حالة"، وفي المقابل، كشف المتحدث أنه "تم اتخاذ عدة إجراءات للتحكم في الوضعية الوبائية، من خلال فتح مصالح جديدة، وتعليق بعض الأنشطة الطبية. بالمناسبة، أكد جمعي أن عمليات التلقيح أصبحت متوفرة في كل البلديات، بما في ذلك الخيم، وما على المواطنين الذين أصبحوا أكثر وعيا مما مضى، إلا التقرب منها من أجل التلقيح، لاحتواء الوباء.