تأسف رئيس مصلحة الإنعاش بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، الدكتور محمد بن عتو، للطريقة التي تعامل بها بعض المواطنين إزاء النقص المسجل في مادة الأكسجين. ففي الوقت الذي بادر البعض بالتضامن مع المؤسسات الاستشفائية من خلال السعي لسد النقص المسجل، راح البعض الآخر يقتني قوارير الأكسجين ويخزّنها في المنازل احتياطا؛ مخافة الإصابة بالفيروس المتحور "دالتا"، والحاجة إلى هذه المادة، يقول المختص، رغم الجهل بطريقة استعمالها، وهو الأمر الذي عمّق من أزمة مادة الأكسجين! أكد المختص في الإنعاش الدكتور بن عتو في تصريح خص به "المساء"، أن "الخوف الذي أحدثته الموجة الثالثة التي اتسمت بسرعة العدوى وتسجيل عدد من الوفيات، دفع بالكثيرين إلى التصرف بعشوائية، واعتبار مادة الأكسجين كغيرها من المواد الاستهلاكية، التي ينبغي تخزينها، "وهي العقلية الجزائرية، التي طالما تصرفوا بها عند حدوث بعض الأزمات"، مشيرا إلى أنه وقف على العديد من حالات ذوي المرضى، الذين يخفون قارورات الأكسجين في سيارتهم، ثم يزوّدون المرضى بها عندما يحتاجونها لغياب الثقة حتى في الطاقم الطبي! وفي السياق، أكد المتحدث أن "المواطنين الذين يتوافدون على المؤسسات الاستشفائية لا يتعاونون مع الأطقم الطبية، بل يشكلون ضغطا عليهم؛ من خلال الإصرار على بقائهم في المستشفى، والإلحاح على مراقبة مرضاهم؛ الأمر الذي يزيد من حجم المسؤولية على الطبيب، الذي يعاني من خطر الإصابة بالعدوى من جهة، ومن جهة أخرى التعرض للعديد من الاعتداءات اللفظية وحتى الجسدية بعدما أصبح الطبيب يجد نفسه مسؤولا عن وفاة مريضه رغم أن الوفاة في كثير من الأحيان، تكون لتعقيدات صحية أخرى لا دخل للطبيب فيها!". وحول ما ينبغي توعية المواطنين به في ما يتعلق بمادة الأكسجين، يرى المختص في الإنعاش أنه "لا يجود أي مبرر لتخزين مادة الأكسجين! والطبيب وحده الذي يحدد ما إذا كان المريض بحاجة للتداوي به أم لا. كما إن المصابين بالفيروس المتحور ليسوا جميعا بحاجة إلى الأكسجين، وبالتالي فالمواطن مدعو لأن يكون أكثرا تعاونا، ويدع أهل الاختصاص يتكفلون بعملية العلاج. ويستطيع أن يساهم، من جهته، في سد العجز، من خلال المشاركة في المبادرات التطوعية لدعم المستشفيات". وحول ما إذا كان بالإمكان تزويد المريض بالأكسجين في المنزل، أشار المختص إلى أن من بين الأخطاء التي شاعت أيضا مؤخرا، التداوي بدون حتى استشارة الطبيب؛ إذ يبادر أهل المريض بتزويد مريضهم بالأكسجين من تلقاء أنفسهم! وحسبه فإن هذا من المسائل الخطيرة؛ لأن حالة المرضى تختلف من البسيطة إلى الخطيرة. كما إن استعمال قارورة الأكسجين غاية في الخطورة؛ لأنها بمثابة القنبلة الموقوتة القابلة للانفجار في حال الخطأ في استعمالها، لافتا إلى أن الطبيب وحده، يعرف الكمية التي ينبغي أن يزوَّد المريض بها وفقا لمعطيات علمية، ولا يتم ذلك بطريقة عشوائية. ومن جهة أخرى، أوضح الدكتور بن عتو، أن الوباء لايزال خطيرا، وأن المستشفيات لاتزال ممتلئة، وأن الحل الذي يتم المراهنة عليه، هو التلقيح الذي كان يُفترض أن يتجاوب معه المواطنون منذ الأيام الأولى للشروع فيه"، مؤكدا أن التماطل هو الذي أدى إلى تفاقم الحالات، وأن ما ينبغي الحرص عليه أن التلقيح لايزال من الأوليات، على الأقل، لتأمين المناعة الجماعية؛ تحسبا لموسم الخريف والشتاء.