العودة لبرمجة العمليات الجراحية بالنسبة للحالات المستعجلة أكد الدكتور محمد ملهاق، وهو باحث في علم الفيروسات وبيولوجي سابق في مخابر الصحة العمومية لوزارة الصحة، في تصريح ل"المساء"، أمس، أن التراجع المحسوس في عدد الإصابات بفيروس كورونا، سمح بإعادة برمجة العمليات الجراحية التي كانت مجمدة عبر المستشفيات، حيث يتم إجراؤها في مرحلة أولى لأصحاب الأمراض المزمنة، لا سيما القلب والشرايين، ولجميع من يحتاجون التدخل الاستعجالي. وأوضح الدكتور ملهاق أن المراكز الاستشفائية تنفست نوعا ما، بفعل التراجع التدريجي في الاصابات بفيروس كورونا، وهو ما سمح بإعادة فتح المصالح الطبية ورفع التجميد عن العمليات الجراحية، في مرحلة أولى لأصحاب الأمراض المزمنة وللمرضى الذين تكتسي حالتهم طابعا استعجاليا. وبعد أن ذكر بأن سبب تجميد إجراء العمليات الجراحية مرده توجيه الأغلبية الساحقة من الطواقم الطبية المكلفة بالإنعاش، من دكاترة الإنعاش ومخدرين وأعوان شبه طبيين، بالإضافة لدكاترة الطب الداخلي إلى مصالح كوفيد للتكفل بالمصابين بالفيروس التاجي، أكد محدثنا أن التحسن المسجل في الحالة الوبائية يسمح لإدارات المراكز الاستشفائية، باعادة تحويل جزء مهم من فرق الإنعاش إلى مصالحهم الاصلية، بعد انخفاض الضغط على مصالح كوفيد. وذكر المتحدث، بأن مرضى كورونا يحتاجون الى رعاية خاصة، وكوادر طبية مؤهلة للتدخل السريع ومراقبة حالتهم، الأمر الذي جعل السلطات العمومية الصحية، تسدي تعليمات من أجل تجنيد الجميع، واضعة نصب أعينها مكافحة الوباء كأولوية وطنية. وتوقع ملهاق، عودة المصالح الطبية الأخرى بجميع المستشفيات الى مهامها الأصلية، بعد الارتفاع المسجل في عدد الملقحين والذي وصل حسب آخر الإحصائيات الرسمية لوزارة الصحة إلى 6 ملايين شخص، مع ترقب استلام 40 مليون جرعة من اللقاح. وحول آجال خروج الجزائر من الموجة الثالثة التي تعيشها، أكد ملهاق، أن الأمر مرتبط بمدى التزام المواطنين بتدابير البروتوكول الصحي وتجنب كل مظاهر التراخي. اما بالنسبة للقضاء على الجائحة، فيرى المختص في علم الفيروسات، أن ذلك يبقى مرهونا بتلقيح نحو 70 بالمائة من الساكنة، للوصول الى المناعة الجماعية، والتمكن من عزل الفيروس، "حتى يصبح مجرد وباء معزول، يمكن التصدي له وليس بصورة جائحة التي هي عليها اليوم"، معتبرا هذا الأمر ممكن التحقيق في ظل انخراط العديد من الفاعلين في حملة التلقيح وتوفير المعدات الطبية وفي مقدمتها مولدات الأوكسجين والأدوية الضرورية، مع إقبال ملحوظ للمواطنين على تلقي التلقيح كإجراء وقائي، لاسيما مع تفشي الفيروس المتحور "دالتا" خلال الموجة الثالثة التي لاتزال تعيشها الجزائر.