يعمل المجمّع العمومي للنقل البري واللوجستيك "لوجيترانس" بالتعاون والتنسيق مع الوكالة الوطنية لترقية التجارة الخارجية "ألجكس"، على التحضير لقافلة تجارية يرتقب أن تنطلق من الجزائر نحو موريتانيا في 28 سبتمبر الجاري. وتسعى الجزائر منذ فتح المعبر الحدودي الشهيد مصطفى بن بولعيد، إلى تكثيف تواجدها التجاري بموريتانيا ومنها نحو غرب إفريقيا. ويعوْل المجمّع الذي دعا المتعاملين الاقتصاديين للمشاركة في هذه القافلة بقوة، على تسخير جزء هام من أسطول شاحناتها، بعدد يتراوح بين 25 و40 شاحنة نصف مقطورة، لنقل مختلف المنتوجات الجزائرية نحو مدينتي نواكشوط ونواذيبو الموريتانيتين، في رحلة ستدوم بين 8 إلى 10 أيام. وحسبما أوضحه بيان ل"ألجكس"، فإن تنظيم هذه القافلة يأتي كنتيجة للطبعة العاشرة لمعرض الموقار الدولي الذي نظم شهر أوت الماضي بمدينة تندوف، والذي كلل بإبرام عدة اتفاقيات تجارية. وكانت أول قافلة تجارية نحو موريتانيا قد نظمت في أكتوبر 2018 تحت شعار "جسور الأخوة"، في إطار معرض الإنتاج الجزائري الذي احتضنته العاصمة نواكشوط، وذلك بعد أسابيع من فتح أول معبر حدودي بين الجارين "الشهيد مصطفى بن بولعيد" في 19 أوت 2018، بغرض إعطاء دفع للتعاون والمبادلات الثنائية. وبفضل النجاح الذي عرفته القافلة الأولى، دأبت وزارة التجارة على تنظيم قوافل أخرى، سعيا منها لاقتحام الأسواق الإفريقية عبر الغرب. ولذلك ركزت اهتمامها على تعزيز علاقاتها التجارية من البوابة الموريتانية، ليس فقط في مجال السلع الجاهزة، ولكن كذلك عبر التعاون في مجالات حيوية أخرى، على رأسها الطاقة. وتم تجديد التأكيد على هذا المسعى مؤخرا، خلال الزيارة التي أداها وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة إلى موريتانيا، حيث عبر الطرفان عن عزمهما على مواصلة الجهود لتعزيز التعاون الثنائي والارتقاء به إلى آفاق أرحب. وخلال استقبال الوزير الأول الموريتاني محمد ولد بلال لرمطان لعمامرة الأسبوع الماضي بنواكشوط، تم التأكيد على أهمية انعقاد اللجنة المشتركة العليا في أقرب الآجال وكذا تنشيط مختلف آليات التعاون الثنائي، لضمان استغلال أمثل للفرص المتاحة من الجانبين، خاصة في مجالات التكوين والزراعة والصحة والتربية، مع السهر على متابعة وتقييم تنفيذ المشاريع المشتركة. وكانت الجزائر قد أكدت شهر جويلية الماضي استعدادها لدعم ومساندة موريتانيا في انطلاقتها الاقتصادية، بمناسبة زيارة وفد من الشركة الوطنية للغاز والكهرباء "سونلغاز" إلى هذا البلد، والتي كانت فرصة لتوقيع اتفاقية شراكة طاقوية، تقضي خصوصا بالاستفادة من خبرات سونلغاز من خلال التكوين، إضافة إلى تطوير تسيير الخطوط ذات التوتر العالي والمحطات المزدوجة والكهرباء الريفية. من جهة أخرى، تطوّرت العلاقات بين البلدين بتوقيع مذكرة تفاهم لإنشاء اللجنة الثنائية الحدودية الجزائرية-الموريتانية في أفريل الماضي، سعيا لترقية المناطق الحدودية المشتركة عبر تعزيز فرص الاستثمار وإقامة مشاريع شراكة في القطاعات ذات الأولوية وترقية وتكثيف التبادلات. في هذا الإطار يعمل البلدان على إنجاز الطريق الاستراتيجي بين تندوف والزويرات (نحو 900 كلم)، الذي يطمحان من خلاله لتغيير ملامح المنطقة برمتها وفكّ العزلة عنها. حيث يعوّل على هذا الطريق لجعل موريتانيا في قلب رواق الجزائر-دكار الذي يوجد في طور الإنجاز ضمن المخططات الاندماجية للاتحاد الإفريقي. ومن المشاريع التي تجري حاليا دراستها، والتي لا تقل أهمية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين، إمكانية فتح فرع لبنك جزائري بموريتانيا، لتسهيل التحويلات المالية، وهو مطلب ملح للمتعاملين الاقتصاديين.