وجه وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد الطيب لوح أمس نداء إلى كافة المتعاملين الاقتصاديين والمستخدمين على وجه الخصوص لإيلاء الأهمية اللازمة لعامل توفير ظروف عمل حسنة ضمانا لحماية أمن وصحة العمال في أماكن العمل، واعتبر الوزير "أن الاهتمام بوقاية وأمن العمال له الأثر الايجابي على مردودية المؤسسات" . وأشار الوزير في كلمته الافتتاحية بمناسبة إحياء اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل المنظم تحت شعار "الحياة والصحة في العمل" ، إلى وجود علاقة وثيقة بين الاستثمار في ميدان الوقاية من الأخطار المهنية وحماية صحة وأمن العمال ومردودية المؤسسة الإنتاجية، حيث ثبت علميا بأن المؤسسات التي تتوفر فيها ظروف عمل حسنة تسجل نتائج أفضل من حيث الإنتاج والإنتاجية ويسود فيها جو اجتماعي سليم. ويأتي إحياء الجزائر لليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل في إطار قرار مكتب العمل الدولي في 2003 والذي بموجبه تم تخصيص يوم عالمي للصحة والأمن في العمل وذلك بالتركيز على الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية حفاظا على امن وصحة العامل. وفي سياق السياسة الوطنية للوقاية من الأخطار المهنية وحفظ الصحة والأمن داخل المؤسسة وأماكن العمل، فقد صادقت الجزائر على أربع اتفاقيات دولية إضافية منها اتفاقيتين تخصان الوقاية والأمن في العمل ويتعلق الأمر بالاتفاقية الدولية 155 والمتعلقة بأمن وصحة العمال والاتفاقية 167 المتعلقة بالأمن والصحة في ورشات البناء. وأشار الوزير في معرض كلامه إلى النصوص التطبيقية لأحكام القانون 88- 07 المتعلق بالوقاية الصحية والأمن وطب العمل، والذي سمح بتفعيل مصالح مفتشية العمل وتسجيل تطور ملحوظ بالنسبة للآليات والأدوات التي تم وضعها على مستوى المؤسسات الإنتاجية، يظهر ذلك من خلال الهياكل الداخلية للوقاية الصحية والأمن في المؤسسات التي بلغت 3857 هيكلا داخليا للوقاية، وأكثر من 13 ألف مؤسسة منتسبة، يضاف لها تسجيل 358 تصريحا خاصا بفتح الورشات من قبل أصحاب المشاريع. مؤكدا أن كل هذه الخطوات "تبقى قليلة الأثر في غياب مشاركة حازمة وفعالة من قبل المستخدمين الذين يؤول إليهم واجب توفير شروط الصحة والأمن في أماكن العمل" . ومن جهتها، أشارت السيدة فتيحة طيار مديرة الوقاية من أحداث العمل والأمراض المهنية ل"المساء" إلى تراجع الحوادث المهنية في السنوات الخمس الأخيرة بفضل تطبيق قانون الصحة والسلامة في العمل، في الوقت الذي يحصى فيه حوالي 900 مرض مهني واجب الأخطار والتبليغ فإن أمراض الحساسية والربو وآلام الظهر والصمم وأنواع من السرطان تبقى في صدارة الأمراض المسجلة في قطاعات العمل المختلفة في الجزائر. وتنصب جهود أطباء العمل حاليا حول إضافة آلام الظهر واعوجاج العمود الفقري إلى رزنامة الأمراض الواجب التصريح بها ضمن الأمراض المهنية بعد ملاحظة ازدياد نسبة الإصابة بهذين المرضين في الأوساط المهنية المختلفة. للإشارة فإن اليوم العالمي للسلامة والصحة في العمل كان من تنظيم المعهد الوطني للوقاية من الأخطار المهنية الذي تم إنشاؤه في 2004 والذي يقوم بإنجاز الدراسات والتحاليل والتحقيقات حول أنجع سبل الوقاية من الأخطار المهنية وتأمين صحة العامل في موقع عمله لاسيما في مجالات الأنشطة التي تتميز ببعض الصعوبات مثل الأشغال العمومية، البناء والري، كما يشرف المعهد سنويا على تكوين 2000 مختص في مجال الوقاية والصحة في العمل.