أكد مدير الترقية والتسيير العقاري لولاية سكيكدة، في تصريح ل"المساء"، تزامنا مع اليوم العالمي والعربي للسكن، الذي احتضنت فعاليته مؤخرا، دار الثقافة "محمد سراج"، بخصوص توقف أشغال ترميم المدينة القديمة منذ أكثر من 3 سنوات، أن مصالح الولاية وجهت إعذارات للشركة الإسبانية "أكيدوس"، التي أسندت لها دراسة تقنية بمبلغ 1.5 مليار دينار، وفق الدراسة التقنية النموذجية التي قامت بها في مدينة برشلونة الإسبانية منذ 2019، إلا أنها لم تستجب لتلك الإعذارات، مما يستوجب فسخ العقد معها، حسب المسؤول، مع الشروع في إعادة فتح مناقصة جديدة مباشرة بعد إعداد دفتر شروط جديد، مضيفا أن العملية ستأخذ بعض الوقت، نظرا للإجراءات الإدارية، فيما سيتم استئناف عملية الترميم بعد رفع كل العراقيل، ومن ثمة الشروع في عملية الترميم. حظيت المدينة القديمة بعاصمة العشرين أوت 55، أمام الوضع المزري الذي آلت إليه بناياتها، المتميزة بطابعها المعماري الذي يعود إلى السنوات الأولى من الاحتلال الفرنسي، باهتمام من الجهات المسؤولة آنذاك، خاصة أنها اعتبرت مدينة فريدة من نوعها وطنيا، إذ أنجزت حسب العارفين بتاريخها على النمط الموريسكي العربي الأوروبي، وقد رصدت للعملية غلافا ماليا قدره 1.5 مليار دينار، لإعداد دراسة علمية دقيقة ل127 بناية قديمة، تضم في مجملها 604 مساكن، أسندت للمكتب "أكيدوس" الجزائري-الإسباني، لتنطلق الدراسة التي استغرقت 15 شهرا، ومست ما يقارب 80 ألف متر مربع من المباني القديمة المتواجدة بالشارع الرئيسي "ديدوش مراد"، أو ما يعرف بشارع "الأقواس". مكنت من إعطاء تقييم شامل عن كل بناية ستخضع لعملية ترميم الأجزاء الأكثر تضررا، باستعمال تقنيات جد متطورة وعالية، وبعد أشهر من الدراسة التي سخرت لها إمكانيات كبيرة، خصوصا المادية منها، تم الشروع في أولى العمليات الاستعجالية، المتمثلة في تأمين البنايات المهددة بالانهيار، بغرض حماية المواطنين والسكان والتجار، مما قد يتعرضون له، بفعل الانهيارات المفاجئة التي قد تحدث، تليها عملية ترميم المباني المعنية، حسب دفتر الشروط، مع المحافظة على الطابع المعماري للبنايات، لكن وبعد الانتهاء من ترميم الجزء الأول من الحصة 14 لبنايات سكيكدة العتيقة، والتي مست 4 عمارات، تضم في مجملها 19 مسكنا و16 محلا تجاريا، أسندت لمؤسسة محلية مؤهلة، لاحظ المواطنون، أن العملية لم تكن سوى عملية ترقيع و"بريكولاج"، مست أساسا الواجهة الأمامية لتلك البنايات فقط، دون الحديث عن النوعية التي كانت جد رديئة، والتي تفتقر للمسة جمالية، بينما ظلت السكنات المهددة بالانهيار تماما كما هي، الأمر الذي حتم على مصالح الولاية، إجراء خبرة ثانية، حيث خضعت أكثر من 250 عمارة مصنفة في الخانة الحمراء، لخبرة ثانية أسندت للهيئة التقنية لمراقبة البنايات للشرق، مع العلم أن نفس العمارات، سبق أن خضعت للخبرة الأولى من قبل مكتب الدراسات الجزائري-الإسباني "أكيدوس" سنة 2012، وكان الغرض من إعادة إجراء تلك الخبرة، معرفة السكنات المهددة فعليا بالانهيار. للتذكير، فإن هذا المشروع وعلى أهميته، اعترضته العديد من العوائق، حالت دون إتمامه بالكيفية المطلوبة تماما، كما جاء في دفتر الشروط، من بين تلك العوائق التي كانت سببا في تأخر عملية ترميم مباني النسيج العمراني القديم بقلب عاصمة روسيكادا. وحسب مصدر من ديوان الترقية والتسيير العقاري للولاية؛ رفض عدد كبير من تجار شارع "الأقواس" المعنية محلاتهم بأشغال الترميم، إخلاءها، لتمكين المقاولة من مباشرة أعمالها، نفس الشيء بالنسبة للسكان، رغم الوعود التي أعطيت لهم بترحيلهم إلى سكنات جديدة بصفة مؤقتة، جلها تقع في المدينة الجديدة بوزعرورة، على أن يخيروا عند الانتهاء من الأشغال، إما بالعودة إلى مساكنهم الأصلية، مع إرجاع المسكن المسلم لهم، أو البقاء في سكناتهم الجديدة، والتنازل عن مسكنهم القديم المرمم، وهذا ما يفسر حسب نفس المصدر ، اقتصار عملية الترميم على الواجهة الخارجية.