يخلد الشعب الصحراوي اليوم الذكرى 46 لإعلان وحدته الوطنية في ظل الكفاح المسلح ضد الاحتلال المغربي واستمرار حالة الجمود في مسار تسوية النزاع في آخر مستعمرة في إفريقيا. ويمثل تاريخ 12 أكتوبر من سنة 1975 يوما مميزا في مسيرة الشعب الصحراوي الذي رسم أبناؤه في ذلك، خط سير جديد لنضالهم من أجل الحرية والاستقلال، فكان إعلان الوحدة الوطنية التي لمت شمل كل أطياف هذا الشعب، التي دعا إليها الشهيد الولي مصطفى السيد، رفقة عدد من الشيوخ وممثلي مختلف الشرائح الاجتماعية الصحراوية. وعقد في ذلك التاريخ مؤتمر منطقة عين بنتيلي بالأراضي الصحراوية المحررة للوحدة الوطنية لجمع شمل كل الأطياف السياسية والقبلية الصحراوية في إطار، تنظيم سياسي واحد هو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليزاريو". وأكد يوم الوحدة الوطنية، أن الكتلة الصحراوية كانت تتوفر قبل 12 أكتوبر 1975على كل مقومات الشعب من تاريخ ولغة ودين ومصالح مستقبلية. وإذا كان الشعب الصحراوي، قد حقق على صعيد وحدته عدة إنجازات ومنها بناء مؤسساته الوطنية وتأطير عمله النضالي في مسعى لتحقيق هدفه المنشود في نيل الاستقلال، فإنه يأسف اليوم لعودة الأمور إلى "نقطة البداية" بعدما اضطر منذ قرابة عام إلى حمل السلاح في وجه المحتل المغربي الذي خرقت قواته اتفاق وقف اطلاق النار الموقع بين طرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب برعاية الاممالمتحدة في عام 1991. وأكد مسؤولون صحراويون في عدة مناسبات، أن قرار الشعب الصحراوي بالعودة إلى الكفاح المسلح جاء بعد نفاذ صبرهم بعد سنوات من الاحتلال في ظل تنصل الهيئة الأممية من مسؤولياتها ومواصلة المغرب لتعنته وانتهاكاته للحقوق الشرعية للشعب الصحراوي. وذكرت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان عشية الذكرى المزدوجة 46 للوحدة الوطنية و11 لليوم الوطني للخيمة الذي يمثل بناء أول خيمة بمخيم "أكديم إزيك" قرب مدينة العيون المحتلة، أن "دلالات ذكرى الوحدة الوطنية وملحمة أكديم إزيك الخالدة، أكدت حقيقة ناصعة بأنه لا شيء سيحول دون إرادة الشعب الصحراوي لتحقيق أهدافه السامية في الحرية والكرامة"، مضيفة في بيان، أن هذا الشعب "سيمضي على درب الكفاح والوفاء لعهد الشهداء بكل السبل المشروعة في كنف الوحدة والالتحام بقيادة جبهة البوليزاريو وإقامة دولته المستقلة". كما أكدت على الثوابت الوطنية التي أصر الشعب الصحراوي بقيادة طليعة الكفاح والمقاومة الوطنية لجبهة البوليزاريو على تحقيقها، وصد كل مؤامرات العدو الرامية لمصادرة حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير والاستقلال. واستحضر البيان جرائم دولة الاحتلال المغربي ضد الإنسانية وجرائم الإبادة في حق الشعب الصحراوي منذ 31 أكتوبر 1975 بشروعها في إبادة حقيقية في حق المدنيين الصحراويين العزل باستخدام أبشع أساليب التقتيل الجماعي، ضمن جرائم أكدتها، المقابر الجماعية المكتشفة للضحايا الصحراويين والتي تكيف كجرائم حرب وإبادة وجرائم ضد الإنسانية. ودعت اللجنة الحقوقية الصحراوية، كافة الصحراويين إلى تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك ورص الصفوف وتحمل مسؤولية الحفاظ على هذه المكاسب والوفاء للعهد وبذل الجهد والاجتهاد من أجل تعزيز بناء مؤسسات الدولة الصحراوية وترقيتها والحفاظ على المكاسب التي تحققت بالدماء والتضحيات الجسام وبالتمسك بالوحدة الوطنية وبالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي. ومن المقرر أن يشارك وفد أجنبي، يضم 50 صحفيا يمثلون وسائل إعلام أجنبية إلى جانب شخصيات سياسية ومتعاونين وممثلين عن الجمعيات المتضامنة المنضوية في التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي، في الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى المزدوجة بمخيمات اللجوء. وستشكل هذه أول زيارة من نوعها بعد جائحة كورونا لوسائل إعلام أجنبية لتغطية الاحتفالات من جهة والتواصل المباشر مع المواطنين والمؤسسات الوطنية من جهة أخرى لفهم أفضل لموقف الشعب الصحراوي من التطورات الحالية وتطلعاته في ممارسة حقه في تقرير المصير. للإشارة فإن هذه المبادرة تندرج في أجندة فريق عمل التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي في شقه المتعلق بكسر الحصار الإعلامي المفروض على قضية الشعب الصحراوي والتحسيس ورفع مستوى الوعي بنضاله الوطني من أجل الحرية والاستقلال.