قالت وزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، لدى افتتاحها معرض الإثنوغرافيا الإفريقية بمتحف الباردو بالعاصمة، إن الجزائر تبقى "ثاني مهد للإنسانية" بعد أثيوبيا ضمن تظاهرة اعتبرتها مناسبة لتذكير من يجهل التاريخ بأن إفريقيا كانت دوما معمورة بسكانها قبل مجيء من استعبدوا أبناءها، وهجّروهم قسرا واستحوذوا على خيراتها". واصفة الاستعمار الهمجي لإفريقيا بوصمة عار في تاريخ البشرية. وأضافت أن هذه الأفعال تشكل "أبشع صور الإبادة الجماعية لسكانها من قبل استعمار همجي يبقى وصمة عار في تاريخ الإنسانية"، مؤكدة أنه "ليس من شرف أحد مهما كان أن يتغنى اليوم وغدا بالمآثر الحضارية المزعومة للاستعمار أو تبرير ما اقترفه من جرائم بشعة". وأوضحت الوزيرة، أن "ما قدمته الشعوب الإفريقية من أجل التحرر والانعتاق، وما تقدمه اليوم الشعوب المناضلة التي مازالت تحت وطأة الاحتلال في قارتنا أو التي ترفض التدخل في شؤونها والوصاية عليها يعكس مدى رفض الإملاءات الخارجية". وشددت على أن هذه البلدان "عازمة على استكمال استقلالها برسم معالم نهضتها لا سيما من خلال التحرر الاقتصادي الذي توفره اتفاقية منطقة التبادل الحر الإفريقية وآليات العمل التي يوفرها الاتحاد الإفريقي". واعتبرت في هذا الإطار أن إنشاء المتحف الإفريقي هو "من ضمن آليات التعاون في المجال الثقافي، حيث سيكون بمثابة مرآة تعكس ما تختزنه القارة الإفريقية من تراث مادي وغير مادي يرمز لعبقرية أهلها وما قدموه للحضارة الإنسانية". واعتبرت شعلال، في هذا السياق اقامة هذا المعرض أنه "يثبت عراقتنا وثراء ثقافتنا وانتماءنا وجذورنا الإفريقية". وحضر حفل الافتتاح سفراء دول افريقية كغانا والسنغال ومدغشقر وسفراء دول أخرى أوروبية وأمريكية-لاتينية. وأعربت سفيرة اليونان لدى الجزائر، نايك إيكاتريني كوتراكو، عن سعادتها بحضور هذا المعرض وإعجابها بالجانب "الروحي" لحضارات ما قبل التاريخ التي نشأت في إفريقيا، معتبرة "أننا جميعا نتاج حضارات إفريقيا لما قبل التاريخ التي تواجدت في على أراضي أثيوبياوالجزائر". وقال مدير متحف الباردو، حريشان زهير، إن تنظيم هذا المعرض هو "نتيجة عمل أكثر من ستة أشهر"، ويأتي "في إطار مشروع إنجاز المتحف الإفريقي". ولفت إلى أن المعروضات "مأخوذة من مجموعة هذا المتحف الذي يضم "حوالي 1000 قطعة أثرية من إفريقيا جنوب الصحراء تعود في أغلبها لبلدان إفريقيا الوسطى والغربية والشرقية كالنيجر ونيجيريا وأثيوبيا، إضافة إلى مدغشقر وهي عبارة عن "منحوتات وسلال وآلات موسيقية وأقنعة وأسلحة" تعود كلها تقريبا إلى "نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين"، حيث اقتني بعضها في الفترة الاستعمارية والبعض الآخر إبان المهرجان الثقافي الإفريقي" الذي عقد في الجزائر ستينيات القرن الماضي. ويفتتح معرض أبوابه للجمهور اليوم السبت، على أن تستمر فعالياته إلى غاية شهر مارس من العام القادم.