أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، التزام الجزائر الراسخ تجاه القارة الافريقية وسعيها الدائم للحفاظ على وحدة الصف الافريقي وإعلاء المبادئ والقيم التي أرساها الآباء المؤسسون للمنظمة القارية. ودعا لعمامرة، الذي قاد الوفد الجزائري في أشغال الدورة 39 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي التي اختتمت أشغالها أمس، بالعاصمة الاثيوبية، نظراءه إلى تجنيب الاتحاد الافريقي عوامل الانقسام والفرقة وتغليب المصلحة الجماعية وتدارك أخطاء ارتكبت مؤخرا قد تنسف بروح التضامن والوحدة من البيت الافريقي بصفة نهائية. وشدد رئيس الدبلوماسية الجزائرية من جهة أخرى على ضرورة ترشيد نفقات المنظمة لتقليل نسبة الاعتماد على الشركاء والمانحين الدوليين في تمويل نشاطات الاتحاد، مؤكدا على ضرورة احترام مبدأ الملكية الإفريقية لأنشطة الاتحاد الإفريقي وضمان عدم التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية. وكان لعمامرة، كتب على "تويتر" أنه بمناسبة "مشاركة الجزائر في الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي لمناقشة مشروع الميزانية، أبرزت الحاجة الملحة لترشيد استخدام الموارد المالية المحلية لتجنب الإفراط في الاعتماد على الشركاء الدوليين". مشاورات مكثفة على هامش أشغال المجلس التنفيذي وكانت للجزائر مشاركة متميزة في أشغال اليوم الأول من أشغال هذه الدورة طبعتها مداخلات رئيس الوفد الجزائري، في جميع النقاشات من جهة وإجرائه مشاورات مكثفة على هامش أشغال الدورة، حيث تباحث مع نظرائه من كل من جنوب إفريقيا وزامبيا وطوغو وبورندي وتشاد ونيجيريا وأوغندا وناميبيا وجيبوتي. كما شكلت البنود الرئيسية المدرجة على جدول أعمال اجتماع المجلس التنفيذي، محور تلك اللقاءات بهدف التشاور وتنسيق المواقف. كما ناقش وزير الخارجية، خلال لقائه مع نائب رئيس الوزراء ووزير خارجية إثيوبيا، ديميكي ميكونين، العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع في منطقة القرن الافريقي، إلى جانب سبل تعزيز التنسيق بين وفدي البلدين في المحافل الإقليمية والدولية. وكان وزير الخارجية، أجرى عشية انطلاق الدورة لقاءات تشاورية مع العديد من نظرائه الأفارقة ومسؤولين رفيعي المستوى بمفوضية الاتحاد الافريقي منها لقاء جمعه برئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي محمد، حيث تناول الطرفان مجالات التعاون بين الجزائر والاتحاد الإفريقي وسبل تعزيزها خدمة للأجندة القارية المشتركة في مجالات السلم والأمن والتنمية. من جهة أخرى التقى لعمامرة، بطاقم سفارة الجزائر بأديس أبابا، الذين شجعهم على مضاعفة الجهود لتعزيز المكانة المتميزة للجزائر على مستوى الاتحاد الافريقي بناء على مساهماتها التاريخية والقيمة في الدفاع عن قضايا القارة ودورها الريادي في إرساء وترقية أطر وسياسات العمل الأفريقي المشترك في جميع المجالات. وشهدت الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، المنعقدة تحت عنوان "الفنون والثقافة والتراث: روافع لبناء إفريقيا التي نريدها"، عددا من المداخلات التمهيدية حول المسائل المطروحة على جدول أعمال الدورة، خاصة تلك المتعلقة بتنفيذ أجندة 2063، وآفاق تعزيز التعاون بين دول القارة في مجال مكافحة جائحة كورونا، إلى جانب التحديات التي تواجه العمل الافريقي المشترك. وعرفت أشغال الدورة ال39 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المنعقدة على مدار اليومين بالعاصمة الإثيوبية، حضور قادة ومسؤولي مفوضية الاتحاد ووزراء 55 دولة عضوا في المنظمة الإفريقية ومشاركة أيضا ممثلين عن المجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية.