أطلقت المندوبية الولائية للأمن عبر الطرق، بالتنسيق مع عدة شركاء ببومرداس، مؤخرا، حملة تحسيسية حول السلامة المرورية تحت شعار "معا لنحمي أطفالنا من حوادث المرور"، حيث كانت الانطلاقة من مدرسة "أول نوفمبر 1954" بحي 800 مسكن ببلدية بومرداس، لتشمل، بعدها، عدة مدارس عبر كافة إقليم الولاية، عبر برنامج أسبوعي يمتد على مدار السنة الدراسية. ستكون مدارس بلديات ولاية بومرداس، على موعد أسبوعي مع أعوان السلامة المرورية؛ من شرطة ودرك وطنيين، وحماية مدنية، إضافة إلى مختلف الفاعلين ضمن مؤسسات المجتمع المدني؛ بهدف توعية التلاميذ بالسلامة المرورية؛ حيث اختير كل يوم أربعاء من كل أسبوع طيلة الموسم الدراسي، لبث رسائل تحسيسية لفائدة تلاميذ الطور الابتدائي حول أخطار حوادث المرور، وما تخلّفه من مآس على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وشاركت "المساء" جميع الفاعلين يوم انطلاق الحملة بابتدائية "أول نوفمبر 1954" في أسبوعها الأول، حيث وقفت على تفاعل التلاميذ مع أسئلة كل الفاعلين، حول أهمية احترام إشارات المرور؛ ليس بالنسبة للسائقين فحسب، وإنما كذلك بالنسبة للراجلين؛ حماية للأرواح. ورفع التلاميذ ملاحظاتهم المختلفة حول سلوكات سلبية لبعض مستعملي المركبات ممن يستعملون السرعة حتى داخل المدن، أو ممن يرفعون أصوات المذياع حتى بالقرب من المدارس والهياكل الصحية وغيرها من السلوكات، بينما عدّد عليهم ممثلو الأمن (الشرطة والدرك الوطني) أهم الخطوات الواجب اتباعها لحماية النفس من خطر حوادث المرور، ومنها استعمال ممر الراجلين، واحترام الإشارة الخضراء لقطع الطريق، أو حتى احترام رجل الأمن، وتوجيهه الراجلين لاجتياز الطريق. وتحدّث ممثل الأمن الولائي ملازم أول جلال مرزوقي، إلى "المساء"، عن أهمية مثل هذه الحملات التحسيسية الموجهة للتلاميذ في إرساء ثقافة مرورية؛ "فتعليم تلميذ يعني توعية أسرة بأكملها من ورائه"، كما قال. كما تقاطعت توجيهات رجال الأمن وتوجيهات عناصر الحماية المدنية؛ باعتبارهم، عادة، أول الحاضرين في مواقع الحوادث لإسعاف وإجلاء المصابين، حيث تم التأكيد على أهمية توخي أقصى درجات الحيطة والحذر أثناء السير على الطرقات، مع التحسيس بأهمية الاتصال برجال الأمن أو الحماية المدنية عن طريق الأرقام الخضراء، بينما تحدّث ممثلو الدرك الوطني عن أهمية الرسائل التوعوية حول السلامة المرورية في ترسيخ ثقافة أمنية مرورية؛ ليس لدى النشء فقط، وإنما في المجتمع ككل؛ على اعتبار أن تدخلات عناصرهم تكون بالأماكن المعزولة والنائية، مع ملاحظة نقص أو انعدام الهياكل القاعدية لحماية الأرواح، كالممرات العلوية، أو ممرات الراجلين، أو حتى نقص النقل المدرسي، أو النقل بصفة عامة، ما يضطر التلاميذ أحيانا، لقطع مسافات طويلة في ظل غياب الأرصفة أو الإنارة العمومية، أو حتى الاضطرار لركوب بعض مركبات الخواص لبلوغ مدارسهم، وكل ذلك يشكل خطرا على التلاميذ. وفي المقابل، تعمل مصالح الدرك الوطني على تأمين المتمدرسين ومحيطهم؛ من خلال القيام بدوريات عبر إقليم الاختصاص لضمان سلامة التلاميذ والمواطنين عموما، حسب الملازم أول هاجر هاشي المكلفة بالاتصال بالمجموعة الإقليمية للدرك الوطني لبومرداس. كما أشارت المسؤولة الأمنية إلى عدم تسجيل أي حادث مرور كان ضحيته تلاميذ؛ سواء داخل أو خارج المدن مؤخرا. وأضافت أن الحملة الوطنية لحماية الأطفال لا سيما المتمدرسون من خطر حوادث المرور، منظمة من قبل وزارة الداخلية والجماعات المحلية؛ من خلال المندوبية الوطنية للأمن عبر الطرق وفروعها الولائية، بالتنسيق مع وزارة التربية عبر المديريات الولائية. وأكد رئيس مكتب التنشيط الرياضي والثقافي بمديرية التربية فؤاد بوعلي، في تصريح ل "المساء"، أن المصالح المعنية وضعت برنامجا خاصا بتجسيد هذه الحملة عبر كل بلديات الولاية؛ باختيار مدرسة معيّنة بكل بلدية تحط فيها القافلة كل أربعاء من كل أسبوع، لتقديم دروس نموذجية حول التربية المرورية، وتدريب التلاميذ على حظيرة السياقة البيداغوجية، ناهيك عن توزيع دعائم بيداغوجية تربوية حول الأمن عبر الطرق، إلى جانب فتح ورشات تربوية ترفيهية حول نفس الموضوع.