عاش مستعملو مختلف الطرق والمسالك الرئيسية والثانوية بالعاصمة، أول أمس، تزامنا مع تهاطل كميات معتبرة من الامطار معاناة كبيرة نتيجة الاختناق المروري الرهيب الذي ميز كل الاتجاهات دون استثناء، بما فيها الطرق السريعة التي غمرت المياه أجزاء منها، ما صعّب من تنقل المواطنين والتحاقهم بمقرات العمل والدراسة وكذا العودة الى بيوتهم. وقد مست هذه الوضعية الطرق الرئيسية والفرعية وحتى الأحياء والشوارع، حيث تجمعت كميات معتبرة من مياه الأمطار على جنبات الطرق، بما فيها الطرق السريعة التي تشهد حركة سير كثيفة، وما زاد من حدة الاكتظاظ المروري تزامن هذه الوضعية مع ذروة التنقلات سواء بالنسبة لسكان العاصمة أو زوارها، حيث قضى معظمهم مساء أول أمس، ساعات طويلة داخل مركباتهم أو على متن الحافلات. ورغم تنوع وسائل النقل بالعاصمة، واعتماد الكثيرين على القطار والترامواي والميترو الذي عاد للنشاط مؤخرا، فإن مختلف الطرق مازالت تشهد الإختناق المروري، ما انعكس على يوميات المواطنين الذين عادوا للتأخر عن مواعيد عملهم وكذا الطلبة عن دروسهم، ولم يجدوا حلا لهذه المعضلة التي أثرت على وضعهم الصحي بالنظر للقلق الذي ينتاب الكثير منهم، حيث أصبح التنقل عبر مختلف الطرق بمثابة كابوس حقيقي يدوم لساعات طويلة. ولا يقتصر الأمر على وجهة دون غيرها، بل تشترك مختلف جهات العاصمة في هذا المشكل الذي يزداد حدة في بعض النقاط المرورية التي تتطلب اجراءات مستعجلة تندرج ضمن المخطط المروري الخاص بولاية الجزائر، الذي أعلن عنه منذ فترة، وإنجاز عدة مشاريع كبرى تسهل حركة السير، حيث سبق لولاية الجزائر، أن أعلنت عن إطلاق مشروع تنصيب إشارات المرور الذكية، وفق نظام جديد يفك الخناق عن عدة طرق، والتخفيف من الازدحام الذي يؤرق سكان العاصمة وزوارها الوافدون من 48 ولاية. وفي هذا الصدد ينتظر المتضررون من هذه الوضعية، توسيع الطرقات لإنهاء معاناتهم، وتسريع تجسيد المشاريع التي سبق وأن أعلن عنها، على غرار المشروع الذي باشرته وزارة النقل بالشراكة مع المؤسسة الاسبانية "موبيال"، بهدف تسهيل سيولة الحركة، بالاعتماد على نظام ذكي وممركز يتلقى المعطيات حول الطريق ويوزعها إلى غاية السائق الذي تتجدد معاناته يوميا، منذ مغادرة البيت صباحا سواء على متن سيارة أو وسيلة للنقل العمومي، الى غاية العودة إلى البيت مساء، بعد أن يكون القلق والتوتر قد نال من أعصابه. وللحد من هذه الظاهرة التي اصبحت الميزة الغالبة لطرق العاصمة، اتخذ وزير النقل والأشغال العمومية، في لقاء عقد خلال الأيام القليلة الماضية، بحضور والي العاصمة يوسف شرفة، تدابير هامة تستدعي التجسيد الميداني وبصفة مستعجلة، منها إعادة بعث مشاريع الطرقات المتوقفة خاصة الازدواجية منها، وكذا ربط الموانئ بشبكة السكة الحديدية من أجل التقليل من دخول الشاحنات ومركبات الوزن الثقيل إلى العاصمة، وإعداد دفتر شروط لتحضير مخطط شامل لحركية المرور بالولاية على المدى القصير، والمتوسط والبعيد يشمل كل الجوانب التقنية والعملياتية لمعالجة مشكل الازدحام المروري. ولا شك أن حل هذا المشكل، مرتبط ايضا باستلام مشاريع أخرى توجد في طور الانجاز، والتي تسمح بتسهيل الدخول إلى العاصمة والخروج منها، وتفادي الاختناق المروري المسجل حاليا، فضلا عن مشروع انجاز طريق سريع إلى المحطة البرية متعددة الخدمات لبئر مراد رايس، الذي سيحل مشكلة كبيرة بالنسبة للحركة المرورية، لاسيما على مستوى مفترق الطرق بالقرب من المحطة، كما سيسهل حركة المرور بين الدار البيضاء وبن عكنون وزرالدة وعلى مستوى الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين العاصمة والبليدة، وهي مشاريع ستسمح بالقضاء بصفة تدريجية على مشكل الازدحام المروري بالعاصمة.