ترى المختصة في علم النفس، الأستاذة حميدة عمراني، في تصريحج ل"المساء"، بأن جائحة "كورونا" ومنذ ظهورها في الجزائر، تركت بصمتها الواضحة على العلاقات الأسرية، حيث سمحت الجائحة، خاصة خلال موجتها الأولى، باكتشاف أفراد الأسرة لبعضهم البعض. شرحت المختصة هذا الواقع بقولها: "فمثلا الأولياء اكتشفوا ميولات أبنائهم واهتماماتهم، وبعضهم الآخر وقف على إدمانهم إلكترونيا أو حتى على المخدرات، حتى في العلاقات بين الزوجين، هل هي علاقات عميقة أو سطحية، فمثلا خلال الموجة الأولى، ارتفعت معدلات الطلاق، لأن الجائحة سمحت لهم بالبقاء إلى وقت طويل مع بعض، ومن ثمة اكتشفوا ما فيهم من سلوكات سلبية، كالمرض النفسي أو الكذب أو الإدمان أو المخاوف، التي كانت غير ظاهرة، بسبب التواجد في العمل أو خارج المنزل". من جهة أخرى، أكدت المختصة في علم النفس، بأن الوباء كشف حقيقة، أن بعض الأشخاص لديهم القابلية للإصابة بالأمراض النفسية أو الوساوس أو الشكوك، لأنهم كانوا يختبئون وراء ساعات العمل، أو وراء التواجد خارج المنزل، أو أمام جهاز التلفاز، بالتالي فإن مرحلة الحجر سمحت بالتعرف على حقيقية العلاقات الأسرية والاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة"، لافتة في السياق، إلى أن تأثير الوباء حمل شيئا من السلبية ووجها من الإيجابية لدى بعض الأسر الأخرى، إذ سمح لهم باكتشاف بعضهم البعض وتوطيد العلاقة بينهم، خاصة بين المتزوجين، في حين تسببت في قطع علاقات مع الغير، بسبب العزلة، خاصة إن تعلق الأمر بالتواجد في عرس، أو لتلبية دعوة، وهم عادة من الذين لا يتفهمون مخاوف غيرهم من الفيروس"، وقالت أيضا: "بالتالي هؤلاء يضطرون إلى طلب الاعتذار، لإعادة بناء العلاقات الاجتماعية، خاصة إن تعلق الأمر بالزيارات العائلية". من جهة أخرى، أوضحت المختصة النفسانية، بأن من بين الآثار السلبية للجائحة، أن البعض أصيب بحالة من الاكتئاب، وهم عادة الأشخاص الاجتماعيين، بعضهم من الذين لا يستطيعون العيش بمعزل عن الغير، على خلاف أولئك الذين يحبون الانعزال والانطواء "بالتالي فإن الجائحة خدمتهم"، لافتتا إلى أن طبيعة التأثير على العلاقات الأسرية، تظل متغير تحكمه الطبيعة الشخصية للإنسان، وعلاقته بالغير وبالبيئة التي ينتمي إليها، فالذين يعيشون في الأرياف لم تطرأ عليهم تغيرات واضحة في العلاقات الأسرية التي بقيت نفسها، على خلاف قاطني المدن من الذين بلغ لديهم الوعي درجة عالية، الأمر الذي جعل التأثير كبير، بدليل "أن العاصمة خلال جائحة كورونا، أصبحت شوارعها فارغة"، تقول المختصة.