تواصل قوات الاحتلال المغربي استهداف المدنيين العزل بالأراضي الصحراوية المحررة بواسطة الطائرات المسيرة التي أودت بحياة العديد من الأشخاص من صحراويين وموريتانيين وحتى جزائريين منذ عودة الحرب في الصحراء الغربية قبل عام. وكان الضحية هذه المرة طفل صحراوي لم يتعد سنه 15 عاما لقي مصرعه في قصف بطائرات مسيرة تابعة لجيش الاحتلال المغربي على منطقة "أغينيت" بالمناطق المحررة بالصحراء الغربية تسببت أيضا في اصابة صحراويين اخرين. وكتب فريق الإعلام الجماعي الصحراوي الذي ينشر أنباء عن انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة على موقع "تويتر"، أن "قاصرا يبلغ من العمر 15 عاما قتل وأصيب صحراويون آخرون في أغينيت بالمناطق المحررة من الصحراء الغربية بعد قصف طائرات مسيرة يستخدمها الجيش المغربي ضد المدنيين الصحراويين في هذه المناطق". وحسب أخبار البوليزاريو اليومية، فإن "جيش الاحتلال المغربي استهدف سيارة مدنية صحراوية بطائرة مسيرة، مما أدى إلى مقتل الطفل الصحراوي ألبن ولد أحمين دون 15 عاما وإصابة السائق بجروح خطيرة"، مستنكرا "مواصلة قوات الاحتلال في ارتكاب جرائم حرب" أمام انظار المجموعة الدولية التي لا تحرك ساكنا لوضع حد لتمادي المحتل المغربي في انتهاكاته لحقوق الانسان في الصحراء الغربية. وهو ما جعل عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشبيبة الصحراوية المكلف بالشؤون الخارجية، حمدي عمار التوبالي، يؤكد على حالة الغضب العارم الذي يعتري الشعب الصحراوي وبالخصوص شبابه بسبب خيانة المجتمع الدولي لوعوده بتنظيم استفتاء تقرير المصير وتسامحه مع الانتهاكات المغربية لحقوق الشعب الصحراوي. جاء ذلك في كلمة المسؤول الصحراوي أمام المشاركين في الطبعة الثانية من منتدى الشباب العالمي للتضامن مع الشعب الصحراوي المنعقدة بمالقا الاسبانية، والتي دعا فيها إلى الوقوف بحزم في وجه الاحتلال المغربي وفي وجه الدول والجهات التي تعرقل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية عبر تبني مبادرات وإجراءات ملموسة. وذكر عمار التوبالي التذكير بالتحذير الذي تم توجيهه خلال الطبعة الأولى من المنتدى التي نظمت في مخيمات اللاجئين الصحراويين شهر مارس 2020 من قرب انفجار الأوضاع بسبب التعنت المغربي. وهو ما حصل بالفعل أشهر قليلة بعد ذلك في إشارة لانتهاك المغرب وقف إطلاق النار في شهر نوفمبر من السنة الماضية. وتأسف مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد الشبيبة الصحراوي لتواطؤ مجلس الأمن الدولي الذي "تغاضى في قراره الاخير عن الانتهاكات المغربي لوقف اطلاق النار وللقانون الدولي ولحقوق الإنسان في المناطق المحتلة بما يشجع دولة الاحتلال المغربية على المزيد من الانتهاكات". ويحضر الطبعة الثانية من المنتدى التي انطلقت أشغالها أول أمس الجمعة مشاركين من 41 بلد ينشطون في الأحزاب الليبرالية والخضر والاشتراكية والشيوعية، بالإضافة إلى مشاركين محليين وأوروبيين وخبراء ومهتمين بالقضية الصحراوية. ويشرف على تنظيم هذه الطبعة أعضاء قسم خارجية اتحاد الشبيبة الصحراوية بالتعاون مع مجلس الشباب الاسباني ومركز الشباب الاوروبي - الأمريكي اللاتيني حيث ينظم المنتدى. وعرفت الجلسة الافتتاحية تقديم كلمات افتتاحية رسمية من ممثل عن جبهة البوليزاريو وكلمة للشبيبة الصحراوية وكلمة لمركز الشباب الاوروبي والأمريكي اللاتيني، قبل أن يشرع المنتدى في الاستماع إلى كلمات المنظمات الدولية وكلمات رؤساء وفود التنظيمات الشبابية المشاركة. واستمرت أشغال المنتدى أمس على شكل ورشات تناولت بالنقاش عدة قضايا مرتبطة بالنزاع في الصحراء الغربية بهدف الخروج نتائج عملية تجسد حجم التضامن الدولي الشباني مع القضية الصحراوية. واختارت الشبيبة الصحراوية تنظيم الطبعة الثانية من المنتدى في اسبانيا لتذكير هذه الأخيرة بمسؤوليتها التاريخية والقانونية القائمة في النزاع بالصحراء الغربية ومن أجل تحميل الشباب الاسباني والاوروبي عموما مسؤولية تصحيح الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه الحكومة الاسبانية سنة 1975 بالتخلي عن تحمل مسؤوليتها في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.