❊ توفير أرضية مشتركة للانطلاق في عمل عربي مشترك بروح جديدة ❊ مجابهة التحديات ضمن السياق العالمي وما ينطوي عليه من أجندات ❊ المحادثات الثنائية كانت ثرية ومثمرة.. والتشاور مستمر ومتواصل ❊ دور منوط بالبلدين في مسار الدفع بالتعاون عربيا وإفريقيا ❊ العمل سويا على حفظ المكانة اللائقة التي تتبوّؤها الجزائر ومصر ❊ السيسي: مباحثات مكثفة وبنّاءة تعكس إرادة تعزيز العلاقات ❊ تكثيف الجهود المشتركة ومواصلة التنسيق إلى آفاق أرحب ❊ تحقيق التنمية الشاملة ومواجهة التدخلات الخارجية بالمنطقة ❊ انتخابات رئاسية وبرلمانية بليبيا وخروج جميع المرتزقة والمقاتلين ❊ إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس أكد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس الثلاثاء، بالعاصمة المصرية، القاهرة، أن المحادثات الثنائية التي أجراها مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي كانت "ثرية ومثمرة". وتندرج في سياق التشاور المستمر والمتواصل حول العلاقات الثنائية والدور المنوط بمصر والجزائر ومساهمتهما في مسار الدفع بالتعاون عربيا وإفريقيا، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال الرئيس عبد المجيد تبون في ندوة صحفية مشتركة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عقب المحادثات التي جمعتهما بقصر الاتحادية الرئاسي، خلال اليوم الثاني والأخير من زيارة العمل والأخوة التي قام بها إلى مصر، أن الطرفين أكدا على ضرورة "العمل سويا على حفظ المكانة اللائقة التي تتبوّؤها الجزائر ومصر على الصعيد الإفريقي والواجهة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط وما تحتله جمهورية مصر العربية من مكانة تاريخية وجغرافية استراتيجية في مدّ جسور التعاون لأشقائنا العرب في القارة الآسيوية". الملف الاقتصادي حاضر بقوة وأضاف رئيس الجمهورية أن المحادثات كانت فرصة للتطرّق إلى التعاون الاقتصادي، مؤكدا أن "الباعث الاقتصادي في المبادلات وتسهيل الاستثمار بين البلدين أخذا حيزا من هذه المحادثات". وفي حديثه عن القمة العربية، أكد رئيس الجمهورية سعيه رفقة القادة العرب إلى إحاطة القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر ب«الأسباب التي توفر أرضية مشتركة" للانطلاق في عمل عربي مشترك "بروح جديدة"، تقوم على تغليب القواسم الجامعة الموحدة. وأضاف الرئيس تبون أن هذه الروح الجديدة تقوم على "ضرورة إدراك ومجابهة التحديات ضمن السياق العالمي وما ينطوي عليه من أجندات علنية أو خفية هي في الغالب مع الأسف لا تخدم طموحاتنا المشتركة". وقال رئيس الجمهورية، إن المحادثات التي أجراها مع نظيره المصري شملت "مجمل القضايا المطروحة في المنطقة العربية والإفريقية والتحديات التي تواجهنا إقليميا ودوليا وخلصت إلى توافق تام في الرؤى ووجهات النظر وضرورة مواصلة التشاور وتوسيعه تمهيدا للقمة العربية التي ستحتضنها الجزائر". بناء جسور التلاقي والتفاهم عربيا وإفريقيا وأعرب الرئيس تبون في هذا الصدد عن أمله في "بناء جسور التلاقي والتعاون والتفاهم عربيا وإفريقيا"، مشيرا إلى أن المحادثات كانت فرصة للتطرق إلى "البعد الجيو سياسي الإقليمي، الإفريقي والعربي على وجه الخصوص"، مشددا على أن ذلك "سيبقى هدفا متجددا في استراتيجية التعاون الجزائري-المصري-الإفريقي والجزائري-المصري-العربي". تثمين دور الجزائر في مكافحة الإرهاب من جهته، ثمّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جهود الجزائر في مكافحة الإرهاب في الساحل والصحراء، في ظل التحديات التي تعرفها المنطقة، مضيفا أنه "تم التوافق على تكثيف الجهود المشتركة على الساحة الإفريقية واستمرار التنسيق والتعاون على مستوى الاتحاد الافريقي لتحقيق الرخاء والاستقرار في إفريقيا". وأكد السيسي على مواصلة مكافحة الإرهاب، "من خلال تفعيل أطر التعاون وآليات التشاور والتنسيق على كافة المستويات، منها تحقيق التنمية الشاملة ومواجهة التدخلات الخارجية في المنطقة". وأشار الرئيسي السيسي، إلى أن المباحثات التي جمعته مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، كانت "مكثفة وبناءة، تناولنا خلالها مختلف المواضيع الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المتبادل بين البلدين وقد عكست هذه المشاورات إرادتنا السياسية المشتركة نحو تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والارتقاء بها في مختلف المجالات إلى آفاق أرحب". وقال الرئيس المصري، إنهما تطرّقا إلى القضايا العربية والافريقية، حيث تم التوافق في الرؤى على أهمية دفع آليات العمل العربي المشترك، بما يهدف إلى صون الأمن القومي العربي وحماية وحدة وسيادة مقدرات الدول العربية، كما أعرب الرئيس السيسي عن خالص تمنياته للجزائر بالتوفيق والنجاح في رئاسة القمة العربية المقبلة. توافق بشأن الأزمة الليبية وفيما يخص مستجدات الأزمة الليبية، أكد السيسي أن الجانبين توافقا على ضرورة عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن وخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من دون استثناء وفي مدى زمني محدد تنفيذا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومخرجات مساري باريس وبرلين وبما يعيد ليبيا إلى الليبيين ويحقق وحدتها وسيادتها واستقرارها. وأشار الرئيس المصري إلى أنه بحث مع الرئيس تبون آخر تطوّرات القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق تطلعاته في دولته المستقلة على حدود الرابع من جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأوضح السيسي أنه تم الاتفاق كذلك على "تعزيز الجهود المشتركة على الساحة الإفريقية، في ظل الدور المهم الذي تضطلع به كل من مصر والجزائر في هذا الشأن واستمرار التنسيق والتعاون في إطار الاتحاد الإفريقي ومواصلة جهود دعم بنية السلم والأمن والتنمية في القارة الإفريقية، بما يمكنها من تجاوز أي تحديات تواجهها وتحقيق الرخاء والاستقرار لسائر أبناء القارة الإفريقية". وفيما يخص العلاقات الثنائية، اتفق الطرفان على "توجيه الأجهزة المعنية في البلدين بسرعة بدء إجراءات الإعداد لعقد الدورة المقبلة لكل من اللجنة العليا المشتركة وآلية التشاور السياسي بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين وتعزيز أطر التعاون والتنسيق إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك". وأضاف السيسي أنه تم أيضا "تناول قضية الأمن المائي المصري، كونه جزء من الأمن القومي العربي وتوافقنا على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر، باعتبارها قضية مصيرية"، مضيفا أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون "ثمّن الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق شامل ومنصف بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة". وكانت المحادثات التي أجراها الرئيسان قد توسعت لتشمل وفدي البلدين، بعد أن سبقتها محادثات ثنائية. وحظي رئيس الجمهورية، باستقبال رسمي من طرف نظيره المصري بقصر الاتحادية الرئاسي، حيث تم عزف النشيدين الوطنيين لكلا البلدين مع استعراض تشكيلة من الحرس الجمهوري أدت له التحية. كما وضع رئيس الجمهورية إكليلين من الزهور على قبر الجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث تلقى الرئيس تبون التحية الشرفية. الجالية تنوّه برؤية ومبادرة الرئيس تبون وكان الرئيس تبون قد التقى، مساء أول أمس، بممثلين عن الجالية الوطنية بمصر واستمع إلى انشغالاتهم وأسدى تعليمات للتكفل بها. ونوّهت الجالية الجزائرية بمصر خلال لقائها بالرئيس بالأهمية التي يوليها السيد تبون لقضاياها وتكفله بحل مشاكلها من خلال خطوات عملية وملموسة. وقد غادر الرئيس تبون، أمس، جمهورية مصر العربية، عائدا إلى أرض الوطن، حيث كان في توديعه بمطار القاهرة الدولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكبار مسؤولي الدولة المصرية.