بغية إنشاء فضاء للتواصل والتبادل الثقافي والفني بين الفنانين من دول شمال إفريقيا، والجالية المقيمة في الخارج، قصد استغلال الموروث الثقافي والموسيقي والترويج له، ستكون الجزائر على موعد، لأول مرة، مع الحدث الموسيقى العالمي "وان بيت" (نبض واحد) في الفترة الممتدة من 21 فيفري إلى 13 مارس 2022، بمدينتي تاغيت في ولاية بشار، والجزائر العاصمة. التظاهرة المنظمة من قبل السفارة الأمريكيةبالجزائر، بالشراكة مع وزارة الثقافة والفنون، تضم 25 موسيقيا من 8 دول إفريقية، بالإضافة إلى فنانين من الولاياتالمتحدةالأمريكية، يلتقون ويقيمون بواحة تاغيت لمدة أسبوعين. ويشاركون في ورشات عمل وكتابة الأغاني وتأليف الموسيقى وجلسات التسجيل، وتختتم بحفل في الهواء الطلق ليوم كامل بالقرب من المنحوتات الصخرية القديمة، لينتقلوا بعد ذلك، إلى الجزائر العاصمة في إقامة فنية بدار "عبد اللطيف" لمدة أسبوع، تختتم بحفل كبير بأوبرا الجزائر "بوعلام بسايح". ووفق الفنان الموسيقي شكيب بوزيدي، المدير الفني بهذه التظاهرة والمبادر بها، سيعمل الموسيقيون خلال إقامتهم بتاغيت معا، وسيتبادلون الخبرات والمعارف في ورشات عمل وكتابة للأغاني وتأليف موسيقي وجلسات تسجيل، كما سيتفاعلون مع محيطهم الخارجي، حيث سيعرضون آلاتهم الموسيقية في الشارع، بهدف تقريبها للجمهور الواسع وتعريفه بها، يقول بوزيدي. لفت الفنان إلى أن المشاركين سينظمون أيضا ورشات حول الموسيقى وعلاقتها بالنشاط الاجتماعي، بالإضافة لفعاليات اجتماعية تضامنية بالمنطقة، بالتعاون مع جمعيات محلية، في إطار "التزام اجتماعي" تعرف به هذه الإقامة، على أن تختتم بحفل في الهواء الطلق بالقرب من المنحوتات الصخرية القديمة. سينتقل المشاركون بعدها إلى العاصمة، لمواصلة إقامتهم ب"دار عبد اللطيف"، ستشمل أيضا ورشات عمل وكتابة للأغاني وتأليف موسيقي وجلسات تسجيل، مع تعريف المشاركين الأجانب بعالم الفن والموسيقى للعاصمة، على أن تختتم الإقامة ككل، بحفل فني جماعي بأوبرا الجزائر في 11 مارس. حسب المتحدث، سيعكس الفنانون المشاركون في هذه الإقامة، العديد من الأنواع الموسيقية الجزائرية والإفريقية والأفرو-أمريكية، خصوصا الموسيقى التقليدية الصحراوية الإفريقية، أو ذات الأصول الإفريقية، كالديوان و"البلوز" و"الجاز" و"الهيب هوب"، بالإضافة إلى "الراي" كفن جزائري عالمي، والشعبي العاصمي. سيحضر هذه التظاهرة، فنانون من الجزائروالولاياتالمتحدة (أفرو-أمريكيون) والعديد من بلدان شمال إفريقيا، ومنطقة الساحل؛ كمالي والنيجر وتونس وليبيا وموريتانيا، حيث سيختتمون تواصلهم الفني بإطلاق ألبوم جماعي بعنوان "وان بيت صحارا". يقول بوزيدي، الذي سبق له وأن شارك في إقامة "وان بيت" بالولاياتالمتحدة في 2019؛ إن هذه التظاهرة التي ستنظم في الجزائر، قد "أطلقت دعوة للمشاركة في 2020 لفائدة الفنانين الجزائريين من 19 إلى 35 سنة، بشرط أن تكون لهم أعمال سابقة، مضيفا أنه كان مقررا إقامتها في 2021، غير أنها تأجلت لهذا العام، بسبب كورونا". ستتميز هذه التظاهرة أيضا، بحضور العازف والموسيقي الجزائري المعروف كريم زياد، وهو أيضا من مديريها الفنيين، إضافة إلى المديرين الفنيين الآخرين، الفنانين الأمريكيين دومينيكا فوساتي وأباي ميسغاناو (هايلي سوبريم) وشكيب بوزيدي. ترمي إقامة "وان بيت صحارا"، التي تنظم بالجزائر في إطار الذكرى العاشرة لتأسيس إقامة "وان بيت" الأمريكية، إلى "تسليط الضوء على الروابط الثقافية الموسيقية واللغوية والتراثية والهوياتية، التي تجمع الجزائر وبقية بلدان شمال إفريقيا والساحل بالجاليات الإفريقية حول العالم، وخصوصا الولاياتالمتحدة"، وفقا للمنظمين، وستكون هناك مشاركة دائمة للفعاليات والنشاطات عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. للإشارة، انطلقت "وان بيت"، التي تنظمها منظمة الفنون الأمريكية "فاوند ساوند نيشن"، وتمولها الحكومة الأمريكية في 2012، كإقامة فنية أمريكية تجمع سنويا ولمدة شهر، فنانين صاعدين من مختلف بلدان العالم، بهدف كتابة وإنتاج إبداعات فنية أصلية، وأدائها في إطار جولات بعدد من المدن الأمريكية، ومنذ 2016، خصص المنظمون إقامات سنوية موازية عبر بلدان العالم.