طالبت العديد من دور النشر الجزائرية، من بينها "خيال"، "ومضة"، "ساجد"، "النعمان"، "رسائل لوزات"، "إيكوزيوم" و"أدليس"، بتأجيل تنظيم الصالون الدولي للكتاب في الجزائر إلى موعده المعتاد، نهاية أكتوبر وبداية نوفمبر، وفق بيان تلقت "المساء" نسخة منه. أضاف البيان أن "مجموعة دور نشر جزائرية نشطة بقطاع صناعة ونشر الكتاب، ومنخرطة كليا في الشأن المهني والثقافي بالشكل الذي تراه خادما لصورة الجزائر الجديدة، التي يحمل أبناؤها هما ثقافيا ورؤى اقتصادية لا يمكن أن يكون سندها إلا الكتاب، باعتباره ركيزة فكرية وروحية واقتصادية من أجل غد أفضل. وأنه تبعا لمعطيات حساسة تم رصدها منذ الإعلان عن إقامة معرض الجزائر الدولي للكتاب (24 مارس 3 أفريل 2022) - وهي معطيات تطورت تدريجيا في اتجاه لا يخدم صورة الجزائر الثقافية اللامعة، والتي يعتبر معرضها الدولي واجهة مهمة حضاريا واقتصاديا، وقبلة دولية للناشرين عبر العالم الذين يصفون دوما معرض الجزائر بالواعد والمربح-. ذكر ياسين قعودة مدير نشر دار "أدليس" ل"المساء"، أن مجموعة من دور النشر الجزائرية، طالبت بتأجيل إقامة معرض الجزائر الدولي للكتاب، وفق التاريخ المقرر وترك معرض 2022 في تاريخه المعروف (أكتوبر 2022 ) لعدة أسباب منها؛ الظرف الوبائي الذي حتم فرض الدفتر الصحي للدخول إلى كل التظاهرات والمؤسسات الثقافية، وهو ما سيكون حاجزا أمام ملايين الزوار الذين سبق وأن حضروا طبعات سابقة، كرست المعرض كأهم معارض العالم العربي. ووفق البيان، تشير أرقام مختلفة إلى محدودية نسبة التلقيح في الجزائر، رغم كل الجهود المبذولة من الدولة التي لم تتأخر في التوعية بضرورة التلقيح. لذلك تعتقد دور النشر هذه، أن عدد الزوار سيكون في حدوده الدنيا، وهذا المعطى سيتسبب في خسارات فادحة للناشرين وفي متاعب اقتصادية ومهنية للناشرين الأجانب، الذين يملكون تصورا إيجابية عن معرض الجزائر، سيتذبذب مع امتناع المواطن الجزائري عن الإقبال على الكتاب، بسبب ربط الدخول بالدفتر الصحي. كما أن تنظيم المعرض في فترة غير ملائمة مع العطل البيداغوجية، التي تقرها وزارة التربية، فقد كان مقررا أن تكون العطلة يوم 17 مارس 2022، ثم غُير التاريخ إلى 30 مارس، أي أن المعرض سيكون خارج حسابات الأسرة التربوية، تبعا للدوام البيداغوجي ولفترة الامتحانات التي ستمر بها المدرسة الجزائرية، والمعروف أن جزءا مهما وكبيرا من زوار المعرض، هم من التلاميذ وعائلاتهم ورجال ونساء التربية الذين يلتفون حول الكتاب دوما، وفي كل المناسبات، لما يحمله من قيمة تعليمية/ تثقيفية تخدم التربية والتعليم، باعتبارهما ركيزة المجتمع والدولة. يتزامن أيضا تنظيم معرض الجزائر الدولي، حسب المصدر عينه، مع اقتراب موعد شهر رمضان المبارك، وهو شهر فضيل، يتجهز له الجزائريون اقتصاديا وروحيا، ومع الظروف التي تشهدها البلاد، قد لا يكون في وسع المواطن البسيط أن يدرج الكتاب ضمن برنامجه، تبعا لقدرته الشرائية ومتطلبات الشهر الكريم وحاجياته، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، تشمل أيام رمضان المبارك آخر يوم من المعرض، واليوم الذي يليه، وهذا ما سيعقد ويثقل كاهل الناشرين الذين يعبرون سلسلة من الإجراءات لمغادرة قصر المعارض، ابتداء من الرقابة الجمركية، وصولا إلى الشحن والتزاحم الذي يأخذ وقتا طويلا، وفق إجراءات روتينية معروفة لدى المهنيين والمنظمين. أشار البيان أيضا إلى صعوبة تنظيم معرضين دوليين للكتاب في سنة واحدة، تفصل بينهما 6 أشهر، فإذا أقيم المعرض بتاريخ مارس 2022، وأقيم معرض ثان في شهر أكتوبر، سيغيب عدد مهم من الناشرين، خاصة الأجانب الذين لا تتحمل برامجهم ورزنامتهم المشاركة مرتين في السنة في معرض ببلد واحد، ومن أجل هذا، سيكون المعرض المقبل محل الانتقاد، حاجزا أمام نجاح - معرض خريف 2022 في تاريخه الطبيعي، وعائقا دون استكمال عرف الدخول الأدبي الذي غالبا ما يكون في الخريف، وفق ما درجت عليه الجزائر منذ عقود. ختم البيان بالإشارة إلى "أن الاقتصاد الوطني عرضة لخيبة على مستوى سوق الكتاب، يتحملها ناشرون اختاروا هذه المهنة، لإيمانهم العميق بدورها الفعال والضروري في خلق نهضة حضارية، تجعل الجزائر في واجهة التاريخ وفي حركة العالم الثقافية والإنسانية، التي تصنع من خلال المعرفة والثقافة".