تمكنت المرأة الكويتية أمس من تحقيق نصر تاريخي بتمكنها من الظفر بأربعة مقاعد نيابية من أصل 50 مقعدا في الانتخابات التشريعية المسبقة التي جرت بداية الأسبوع وعرفت ترشح 16 امرأة من أصل 210 مرشحا.وتعد هذه المر ة الأولى التي تتمكن فيها المرأة الكويتية من اقتحام مقر البرلمان في هذه الإمارة الغنية بالنفط منذ انطلاق الحياة البرلمانية عام 1962 ومنذ إعطاء النساء حقوقهن السياسية عام 2005. وسبق أن خاضت المرأة الكويتية التجربة لمرتين متتاليتين عامي 2006 و2008 لكنها لم تتمكن من الظفر بأي مقعد دون أن يفقد المرأة الكويتية عزيمتها في مواصلة مسيرتها إلى غاية تحقيق هدفها في إثبات وجودها على الساحة السياسية والبرلمانية. وأظهرت النتائج الأولية لهذه الانتخابات فوز كل من المرشحتين الليبراليتين اسيل العوضي ورولا دشتي اللتين زاولتا تعليمهما في الولاياتالمتحدةالأمريكية إضافة إلى سلوى الجسار المتحصلة على شهادة التعليم العالمي من الجامعات الأمريكية ومعصومة مبارك التي حلت الأولى في دائرتها الانتخابية رفقة عشرة فائزين آخرين. وقالت اسيل العوضي التي حلت في المرتبة الثانية من بين عشرة فائزين في دائرتها الانتخابية بعد الإعلان عن فوزها انه "انتصار للمرأة الكويتية وللديمقراطية الكويتية". وأضافت أن "دخول النساء إلى مجلس الأمة يشكل خطوة جبارة نحو الأمام". من جهتها قالت معصومة مبارك والتي كانت عام 2005 أول وزيرة في تاريخ الكويت ان فوزها "يثبت أن لا شيء مستحيل وانه انتصار للكويتيين ولعزمهم على التغيير". وأكدت مبارك أنها تسعى إلى إرساء الاستقرار في الكويت بعد سلسلة الأزمات السياسية التي ضربت البلاد على مدى السنوات الثلاثة الماضية والتي شهدت إجراء ثلاث انتخابات تشريعية مسبقة قصد احتواء القبضة الحديدية المستمرة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية. للإشارة فالنساء في الكويت يمثلن 3.54 بالمئة من الهيئة الناخبة المقدر عددها ب385 ألف شخص. ومقابل النصر الذي حققته المرأة الكويتية فقد كشفت النتائج الأولية عن تراجع الإسلاميين السنة بشكل ملحوظ في حين حقق الشيعة تقدما لافتا بعدما تمكنوا من مضاعفة عدد مقاعدهم في مجلس الأمة. فقد تراجعت قوة الإسلاميين السنة من 21 مقعدا في البرلمان السابق إلى 11 في المجلس المنتخب أمس وعلى عكس الانتصارات التي حققها الإسلاميون في الانتخابات السابقة فقد دخل معظم مرشحي هذا التيار في المراتب الأخيرة بين الفائزين. ومقابل ذلك عزز الليبراليون حضورهم في البرلمان الجديد بعد أن تمكنوا من افتكاك مقعد إضافي ليصل عدد مقاعدهم إلى ثمانية. من جهتها ضاعف النواب الشيعة الذين يمثلون ثلث السكان الكويتين تمثيلهم في المجلس المنتخب بعدما فازوا بتسعة مقاعد مقارنة بخمسة مقاعد في المجلس المحل. وبشكل عام ضم المجلس المنتخب 21 وجها جديدا من أصل 50 نائبا ينتمون خصوصا إلى المناطق القبلية.