أكد رئيس المجلس الأعلى للغة العربية صالح بلعيد على ضرورة تضافر وتكثيف الجهود لمسايرة، ومواكبة اللغة العربية للتحديات والواقع الذي فرضته تكنولوجيات الرقمنة الحديثة. وأشار بلعيد في تدخله، أمس، بالبيض في الملتقى الوطني الأول حول "تعلم اللغة العربية وتعليمها في عصر التواصل الرقمي" إلى ضرورة تقديم واستحداث آليات جديدة في مسألة تعليم اللغة العربية باستعمال التواصل الرقمي حتى يكون للغة العربية دور إيجابي في هذا المجال وذلك لمواكبة المتغيرات الحديثة ومتطلبات العولمة، مؤكدا بأن المجلس الأعلى للغة العربية يعمل على قدم وساق من أجل ترقية وتطوير استعمال اللغة العربية في مختلف القطاعات والمجالات، بما فيها العلوم والتقنيات المعاصرة تماشيا والتكنولوجيات الرقمية الحديثة. وقام المجلس الأعلى للغة العربية في هذا الصدد - يضيف صالح بلعيد - بإبرام أكثر من 30 اتفاقية مع مؤسسات جامعية، فضلا عن عدد من مخابر بحث في اللغة ومؤسسات ذات العلاقة بالذكاء الصناعي لترقية وتطوير استعمال العربية في مختلف العلوم والمجالات عبر التقنيات التكنولوجية الحديثة. ويعمل حاليا على إنجاز عدد من المشاريع البحثية الهامة على غرار معجم للمخطوطات الجزائرية، المعجم الطوبونويمي، الدليل الوظيفي الرقمي، المعجم الرقمي، ومشاريع أخرى سينتهي إنجازها وتقديمها قريبا في إطار مساعي وجهود ذات الهيئة الاستشارية لدى رئاسة الجمهورية لتطوير وترقية اللغة العربية. كما يحضر المجلس لعمل بحثي ضخم يتعلق بالمعجم التاريخي الرقمي للغة العربية الذي أنجز جزء كبير منه وينتظر أن ينتهي من المشروع سنة 2026، حيث يتناول كل الجذور المتعلقة بكلمات اللغة العربية مع دارسة تطوراتها عبر مختلف المراحل التاريخية. ودعا البرفيسور بلعيد جميع الفاعلين في مجال اللغة العربية إلى مواصلة الجهود لتشجيع المبادرات التي من شأنها تعليم العربية تقنيا ودعم المحتوى الرقمي العربي، مبرزا ضرورة مواكبة المؤسسات التعليمية للتطوّرات التكنولوجية الحديثة، مع مراعاة طرائق جذابة لتسهيل تعليم اللغة العربية وتعلمها بإستراتيجيات التحول الرقمي لتطوير الممارسات التعلّمية والتعليمية، مع السعي لتبادل التجارب والخبرات العملية وإنتاج منصات وتطبيقات.