التسلّل الغريب والعجيب للإعلام العمومي الفرنسي، هو محاولة بائسة يائسة في الوقت بدل الضائع، ولأن إذا عُرف السبب بطل العجب، فإن عودة هذه "السخافة" وهي "المتعوّدة دايما"، إلى ماضي "العشرية السوداء" التي طواها الجزائريون مثلما يُطوى الكتاب، دليل آخر على الهزال والمسخرة وسخرية القدر الذي اختارته قناة "آرتي" للإذعان في رعاية الإرهاب والفوضى! إنه العبث يتكلّم فرنسيا في إعلام عمومي من المفروض أنه استيقظ من تنويمه المغناطيسي منذ سنوات خلت، لكن الظاهر أن المرض الذي يسكنه والعقدة التي تخنقه جعلته أسيرا لتخيّلات وتوهّمات لم ولن تحدث أبدا، ومن أعراض هذا الفيروس الخطير محاولة إحياء سؤال: "من يقتل من؟"، بعد سنوات من انتصار الجزائر على فلول الإرهاب الهمجي والوحشي. لقد انكشفت مرّة أخرى، مثلما جرى مرارا وتكرارا، الخديعة النكراء وانفضحت الدسيسة البلهاء، وها هو هذا المسلسل التخريبي المشبوه، مموّل من طرف خفافيش المخزن، ومن تنفيذ ممثلين "كومبارس" وبإخراج باهت تمّ بثه على "آرتي" التي وضعتها خبايا المؤامرة الإجرامية ضد الجزائر في عنق الزجاجة! هذا المسلسل النّجس المهرّّب من سراديب التآمر والتخابر، والذي لبس زورا وبهتانا عنوان: "الجزائر سرّي"(..)، لم يعد سوى مشهدا بليدا لمحاولة مترامية الأطراف بطريقة القفز بزانة مكسورة فوق صخور الحقيقة وواقع جزائر جديدة، صلبة بمؤسساتها الشرعية والدستورية، وبشراسة ونوفمبرية جيشها، و"نيف" شعبها الصنديد الذي لا يتعب من المقاومة وصدّ كلّ المساعي المغرضة. نعم، الجزائر الجديدة منشغلة ببناء أركانها وتقوية اقتصادها وفق سيادتها وحرية قرارها ومبدأ "رابح رابح"، وفي إطار قاعدة الندّية في كلّ المفاوضات الثنائية، وبعيدا عن مساومتها أو ابتزازها أو مقايضتها أو ليّ ذراعها عندما يتعلق الأمر بمواقفها الخالدة ومبادئها الثابتة المقدّسة بشأن قضايا التحرّر وتصفية الاستعمار، وأهمها القضيتان الفلسطينية والصحراوية كمبدأ غير قابل للتنازل. الجزائر منشغلة بالتحضير للقمة العربية ولمّ شمل العرب، وتوحيد الصفّ الفلسطيني، وها هو رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يزور الكويت وقطر وقبلهما مصر وتونس، في إطار تفعيل الدبلوماسية وإسماع صوت الجزائر الحرّة السيّدة الأبية القوية، وهي جولات أثبتت تأثير الجزائر ونفوذها واحترامها عربيا وإقليميا ودوليا. لن ينفع نقيق الضفادع ولا نعيق الغربان، ولن تفيد المخططات الدنيئة والدسائس والأكاذيب الملفّقة، ومحاولات وضع العصي في العجلة، فالجزائر سارية بسرعة قصوى نحو إتمام وإنجاح التغيير والتطوير بالإصلاحات الجذرية والشاملة والرؤى المتبصّرة والاستشرافية، وبالاستجابة لانشغالات المواطنين من دون انتظار جزاء ولا شكورا. هذا المسار الصحيح وهذه المسيرة الإصلاحية هي التي أزعجت "الشياطين" و"الجنّ" وكلّ وسواس خنّاس، فراحوا يبحثون عبثا عن مخارج نجدة تبقي مصالحهم القديمة، وتحفظ كرامتهم و"كلمتهم" التي لم تعد مسموعة، بعدما صرخت الجزائر الجديدة في وجوههم وأبلغتهم جهارا نهارا بأنها لن تركع ولن تسجد إلاّ لربّ العالمين، وأنها سيّدة في قراراتها وحرّة في ثرواتها وترابها المسقي بدماء الشهداء الأبرار والرجال الأحرار.