* أنا و23 لاعبا أصبنا ب"كوفيد19" في "الكان" * مستعدون لمواجهة الكاميرون في جابوما * لا يمكنني تضييع حلم التأهل إلى مونديال قطر أعلن جمال بلماضي، أمس، في ندوة صحفية نشطها بقاعة المؤتمرات بالمركز التقني للاتحادية الجزائرية لكرة القدم "الفاف"، تحمّله مسؤولية إخفاق "الخضر" في كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، فيما تطرق في هذا اللقاء إلى عدة قضايا تتعلق بالفريق الوطني بما فيها الموعد الفاصل والمؤهل لمونديال قطر 2022. قال الناخب الوطني في هذا الصدد: "أنا أتحمل مسؤولية إخفاق الفريق الوطني في كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون"، مضيفا بقوله: "كان يفترض تخضع مشاركة الجزائر للتحليل من أجل الوقوف على النقاط السلبية التي أدت إلى الفشل في كان2022". وكشف مدرب "الخضر" أنّ تحضيراتهم لنهائيات كأس إفريقيا للأمم الماضية "كانت منهارة وجرت في ظروف صعبة"، حيث قال خلال حديثه للإعلاميين: "تحضيرات المنتخب الوطني لكأس إفريقيا كانت "منهارة"، أنا أتحدث عن منتخب الجزائر لأن تحضيرات المنتخبات الأخرى لا تعنيني"، مردفا: "نجحنا في السنوات الأخيرة في تحقيق نتائج إيجابية لما توفرت الظروف المناسبة، وإخفاق الكاميرون كان نتيجة حتمية لظروف غير مناسبة". 5 لاعبين فقط لم يصابوا ب"الكوفيد19" ذكر الناخب الوطني أن التشكيلة الوطنية عانت كثيرا من جراء فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن 5 عناصر فقط من التشكيلة لم تصب بفيروس كورونا "كوفيد-19"، ما صعب من مهمتهم كثيرا كطاقم فني طيلة فترة الموعد القاري الماضي. وأوضح بلماضي في هذا الجانب: "من أصل 28 لاعبا، خمسة فقط لم يصابوا بفيروس "كوفيد19"، فيما عانى منه 23 لاعبا، ونصف الطاقم الفني ومن بينهم أنا شخصيا، وباقي الأطقم التي كانت معنا، لقد كانت الوضعية جدّ صعبة وكنا نخضع في كل صباح لاختبارات الكشف عن "كوفيد-19" وكان الخوف ينتابنا كل مرّة من فقدان خدمات عناصر أخرى بسبب هذا الفيروس"، مضيفا: "لقد بدا التعب واضحا على اللاعبين الذين لم تكن لهم القدرة حتى على الركض، لقد بلغوا حينها مستوى بدنيا متدنيا للغاية وهذا الأمر بدا جليا في الحصص التدريبية، دون الحديث عن الحرارة والرطوبة العاليتين". تغيير تاريخ التربصات أربك "المحاربين" كما أكد مدرب المنتخب الوطني كذلك أن تغيير تواريخ التربصات التي سبقت كأس أمم إفريقيا، بدوره أثر على برنامج التحضيرات، وأربك حساباتهم كثيرا قبيل موعد انطلاق العرس الكروي القاري، الأمر الذي كان له تأثير كبير على أداء ومردود كتيبة "المحاربين"، التي ودعت "كان2022" من الدور الأول. كما تطرق الناخب الوطني إلى اللقاءات الثلاثة التي خاضها المنتخب الوطني في الكاميرون، وقال إن توقيت مباراة سيراليون لم يساعد "الخضر"، ولم يناسب طريقة أدائه التي تعتمد على السرعة، حيث ظهر مدى تأثر عناصر المنتخب الوطني بالظروف المناخية حينها. وتوقف بلماضي عند مباراة سيراليون، مؤكدا أن الحكم حرم المنتخب من ركلة جزاء، كانت ستغير مجريات اللقاء، قبل أن يضيف بأن الإحصائيات الخاصة بتلك المباراة ومباراة غينيا الاستوائية تؤكد سيطرة "الخضر"، والمشكل كان، حسبه، في تجسيد الفرص المتاحة، والتي لو تمت ترجمتها إلى أهداف لكانت الأمور مختلفة تماما حينها: "ضد غينيا الاستوائية، كان لزاما علينا الفوز دون انتظار المباراة من أجل استعادة الثقة قبل مواجهة كوديفوار، اللاعبون كانوا مصرين على تحقيق الفوز لضمان أربع نقاط للتأهل، وهو ما جعلنا ندخل في التسرع". وأبدى "الكوتش" بلماضي استغرابه من تعيين حكم من غواتيمالا لإدارة لقاء "الخضر" الثاني ضد منتخب غينيا الاستوائية، حيث قال: "لم أفهم سبب تعيين حكم من غواتيمالا من جنوبأمريكا، فنحن لا نرى حكما من إفريقيا يدير منافسة خارجها، لقد ارتكب عديد الأخطاء، ووضع لاعبينا تحت الضغط، كما وزع إنذارات مجانية". مباراتا البنين وكوت ديفوار الأسوأ في مسيرتي مع "الخضر" وصرح الناخب الوطني أن المباراة الثالثة أمام كوت ديفوار، دخلها "الخضر" من أجل الفوز لا غير، لإبقاء الحظوظ في التأهل للدور الثاني من "كان" الكاميرون قائلا: "كنا مجبرين على الفوز ضد كوت ديفوار، وهو منافس قوي ويمتلك عناصر تلعب في البطولات الكبيرة"، مضيفا: "صراحة، الشوط الثاني أمام كوت ديفوار أعتبره أسوأ مرحلة لي في تاريخي التدريبي، إضافة إلى لقاء البنين". ولم يتردد في التأكيد بأنه لم يكن راضيا على أداء الفريق رغم عودة رامز زروقي ولعب أول مباراة له رفقة بن ناصر، بعد التخلص من كوفيد، وحتى بن رحمة الذي تخلّص من إصابة كان يعاني منها سابقا. وعن مشاركة بعض اللاعبين في كأس العرب ومدى تأثيرها على مردود المنتخب الوطني في كان الكاميرون، صرح بلماضي قائلا: "قررنا إشراك بعض اللاعبين في منافسة كأس العرب لمنحهم وقت لعب قبل الكان، ومن غير المعقول أن أقول لبوقرة، كان من المفروض أن لا يلعب بلايلي ضد المغرب، والكل تابع ما قام به، صحيح أن بعض اللاعبين خرجوا من هذه المنافسة مرهقين، بالنظر لتوالي المباريات والتي كان أغلبها لمدة 120 دقيقة، لكن من الصعب الخروج من منافسة وخوض منافسة أخرى مختلفة عنها تماما". وقال بلماضي إنه لم يفهم عقم الهجوم لدى بعض اللاعبين في "كان" الكاميرون، على غرار بونجاح وسليماني وحتى محرز وبلايلي، خاصة بعد سلسلة تهديفية رائعة ل"الخضر" في وقت سابق، مشددا على ضرورة حل هذا المشكل قريبا، قبل موقعة السد ضد الكاميرون. مستعدون للعب في جابوما وأبدى الناخب الوطني استعداده ولاعبيه لمواجهة الكاميرون، بملعب "جابوما"، في لقاء الذهاب الفاصل يوم 25 مارس القادم، حيث أكد حول الموضوع: "منتخب الكاميرون متعود على خوض مبارياته في ملعب ياوندي، مع أنهم قرّروا مواجهتنا في ملعب (جابوما)، معتقدين بأن هذا الملعب سبب لنا عقدة بعد (الكان)، بالنسبة لنا هذه الحسابات غير موجودة، ولا مشكل لدي في اللعب بجابوما، رغم أنني أفضل اللعب في أرضية جيدة". وتابع جمال بلماضي حول ذات اللقاء: "نحن عازمون على الذهاب إلى الكاميرون من أجل تقديم مباراة كبيرة، وتحقيق هدفنا والعودة بنتيجة جيدة قبيل لقاء العودة في الجزائر". وخلال ندوته الصحفية أمس، تحدث مدرب "الخضر" عن المناجير العام الجديد للمنتخب، جهيد زفزاف، حيث قال عنه: "سمعت أمورا جيدة عن زفزاف من قبل وعن خبرته الكبيرة مع المنتخب، ومنذ تعيينه يقوم بعمل جيد خاصة وأن لديه خبرة كبيرة وهو يعمل بطريقة احترافية"، ليضيف: "بعد يومين من مباراة كوت ديفوار، شرعت في التحضير لمباراة الكاميرون، وسألت رئيس (الفاف)، بعد استقالة أمين العبدي، عن الرجل الذي سيقوم بإكمال البرنامج المسطر، وقررنا مباشرة الاتصال بزفزاف". ليس لدي مشكل شخصي مع ديلور وتطرق الناخب الوطني جمال بلماضي بشأن إمكانية عودة مهاجم نيس الفرنسي اندي ديلور لتشكيلة الخضر، بعدما صرّح المهاجم مؤخرا بأنه مستعد للعودة، قال الناخب الوطني جمال بلماضي، إنه ليس لديه مشكل شخصي مع أندي ديلور، مضيفا أن اللاعب هو من اتخذ القرار، وطلب عدم المشاركة مع المنتخب لمدة سنة: "هناك من يقول يجب أن يستدعى ديلور في ظل مشكل الهجوم، بالنسبة لي ملف ديلور تم غلقه، هناك فقط من يسعى لخلق البلبلة بإحياء مواضيع قديمة بالنسبة لي، وديلور هو من قرر عدم المشاركة مجددا معنا". وأردف: "المنتخب الوطني ليس ملكي، وليس لدي أي مشكل شخصي مع ديلور، مشكلة ديلور مع الجزائر، والمنتخب الوطني، والقرار الذي اتخذته بشأنه جاء احتراما مني لبلدي وللمنتخب الوطني وللشهداء ولاعبي الأفلان". مواجهة السد ضدّ الكاميرون هي الأهم في مسيرتي كما وصف الناخب الوطني أن المواجهة المزدوجة التي ستجمع "الخضر" بمنتخب الكاميرون ستكون "المحطة الأهم" في مسيرته الرياضية ومشوار بعض اللاعبين الذين تبقى مشاركتهم في المونديال حلم كبير يراودهم منذ الصغر. وأوضح المدرب الوطني جمال بلماضي: "هاتان المقابلتان ستكونان الأهم في مشواري الرياضي إذ لم أقل في حياتي وحياة كل لاعب، فلما كنت لاعبا لم يكن لدي الحظ في لعب منافسة كأس العالم وأنا أحلم بالمشاركة فيها كمدرب ". و أضاف بلماضي: "منذ شهر سبتمبر من سنة2019، كان حلم بلوغ المونديال هو الهدف المحفز لي وللاعبين، من المهم أن نكون حاضرين في العرس العالمي الذي سيكون بمثابة الفرصة الأخيرة لبعض اللاعبين في التواجد في منافسة كأس العالم التي نعرفها الآن". وصلنا إلى 35 لقاء من دون هزيمة والبعض يراها غير مهمة وعبر الناخب الوطني جمال بلماضي عن استيائه لبعض الأطراف، التي اعتبرت بأن توقف سلسلة اللاهزيمة للمنتخب الوطني بالأمر العادي، و لم تعتبر وصول "الخضر" إلى 35 لقاء دون أي خسارة بالأمر المهم: "في مواجهة غينيا الاستوائية، خسرنا النقاط الثلاثة، وتوقف رقمنا في سلسلة اللاهزيمة، البعض اعتبر بأن هذا الأمر غير مهم، وسلسلة اللاهزيمة المحققة لا تعتبر لقبا"، مضيفا: "أقول لهؤلاء، بأن الجيل الحالي، ساهم في إثراء خزينة المنتخب الوطني بالألقاب، ولا يمكن لأحد نكران ذلك". مواصلا بقوله: "تواجد العلم الجزائري في هذا الترتيب، إلى جانب أكبر المنتخبات العالمية على غرار ايطاليا، له قيمة كبيرة لبلدنا". الشعب الجزائري لم يكن مجحفا في حقنا وسنسعده مجددا وفي سياق متصل قال جمال بلماضي: "يتعين علينا تحقيق هذا الهدف من أجل شعبنا التواق لمشاهدة منتخبه مرّة أخرى في المونديال، لدينا شعب رزين ولم يكن مجحفا في حقنا، رغم مرارة الإخفاق في كأس إفريقيا2021، كان من حقه أن يبدي استياءه من مردود المنتخب، لكنه لم يتنكر للفرحة التي منحتها إياه هذه المجموعة طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، نحن بدورنا سنبذل قصارى جهدنا لإسعاده من جديد".