ضربت قناة "الذاكرة" التلفزيونية (القناة 8)، موعدها مع الجمهور خلال هذه السهرات الرمضانية التي خصصتها لماض جميل يحنّ له الجزائريون، ويجهله الكثير من الشباب، حيث أطلقت القناة الكثير من الأعمال التلفزيونية، منها المسلسلات والمنوعات الغنائية والسكاتشات وبعض الحصص والروبرتاجات. انطلق بقناة "الذاكرة"، أول أمس، عرض رائعة "الحريق" لمصطفى بديع عن ثلاثية الأديب محمد ديب، بمشاركة كوكبة من الممثلين الجزائريين، أغلبهم غادروا الساحة، ولم تبق سوى أعماله. والبداية كانت من موسيقى الجنريك، التي لها وقع خاص على الجزائريين، وكانت من توقيع الراحل لامين بشيشي. ويرصد المسلسل (بالأبيض والأسود) في بدايته، تاريخ الحركة الوطنية من خلال شخصية المناضل سراج، الذي يحاول أن يبث روح مقاومة الاستعمار في نفوس الجزائريين، وبالتالي عند سكان "دار السبيطار" الذين يخفونه عندما تأتي السلطات للبحث عنه. وبعضهم يتعرض للضرب والتعذيب، ثم يقوم السكان بثورة داخل الدار، ويطردون رجال الشرطة. وقدّمت القناة في السهرة الرمضانية الأولى أيضا، حصة "بلا حدود" التي لها ما لها في ذاكرة الجزائريين، وحدها من استطاعت أن تعيد البسمة في العشرية السوداء، إذ لم يكن الحديث سوى عن القتل والمجازر ويوميات الدم. واتحد حينها مصطفى "غير هاك" مع حزيم وحميد وغيرهم، وصنعوا الفارق. كما شاعت، حينها، ظاهرة الدوبلاج الساخر التي لاتزال إلى اليوم مطلوبة. ومن البرامج أيضا حصة عن الدراجين الأبطال الذين اشتهروا ووصلوا إلى القمة في زمن الاستعمار، لكنهم غادروا الشهرة، ليلتحقوا بصفوف الثورة التحريرية، وقد أبرز شريط وثائقي تضحياتهم وشهاداتهم، وعاد إلى زمن الاستعمار، وإلى بعض الليالي الرمضانية فيه، حيث كان يجتهد الشعب الجزائري حينها، ليُظهر للمستعمر مدى الفرق بين الهويتين الجزائرية والفرنسية . كما تحرص القناة على السكاتشات التي رافقت رمضانيات الجزائريين منذ عقود، تعود بداياتها إلى ما قبل الاستقلال، والتي غالبا ما يكون أبطالها رويشد وباش جراح ونورية وصابونجي والتوري، ثم حلمي ووردية وبوبقرة وغيرهم، وغالبا ما يطلب الجمهور تلك السكاتشات التي لها علاقة برمضان، والتي تفوح منها الذكريات وبنّة رمضان زمان، الذي بدأت تختفي نسماته عندنا، خاصة في المدن الكبرى. وتستحضر القناة أسماء أخرى من الأبطال والفنانين والأئمة والرياضيين والإعلاميين، الذين مروا على الجزائر. للإشارة، ثمّن العديد من المتابعين البرنامج من خلال التعليقات. وأشار بعضهم إلى أن الاستمتاع بما تبثه الذاكرة، يغني عن بقية القنوات، خاصة تلك الهابطة، التي تستغل رمضان لتروج للأعمال الفنية التجارية الفاشلة، أو لحصص لا علاقة لها بالواقع الجزائري.