قام رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم شرف الدين عمارة، في خرجة غير منتظرة، بإقصاء عضوين من المكتب الفيدرالي لهذه الهيئة، فلم ينتظر طويلا للرد بقوة وفي أسرع وقت، على أشد مناوئيه في المكتب عمار بهلول ومولدي عيساوي، اللذين انتقدا تسيير "الفاف"، وذهبا إلى حد المطالبة بإقصاء رئيسها من تنظيم الجمعيتين العادية والانتخابية. عمار بهلول كان أول من أعلن الحرب على رئيسه، حيث عارض بشدة تراجعه عن الاستقالة، التي أعلن عنها عمارة منذ عشرة أيام، مؤكدا أن بقاءه على رأس الاتحادية غير شرعي، ولا يمكن الجمعية العامة للفاف، أن تقبل بهذا الوضع الجديد، فيما قال عيساوي إن المسؤول الأول عن الاتحادية، دخيل عن كرة القدم، ولا يحق له التراجع عن استقالته، ليضع الاثنان نفسيهما في خندق واحد، لمجابهة الرئيس عمارة. ويظهر بشكل واضح، أن شرف الدين عمارة أحس بخطر محدق آت من هذين العضوين، مما دفع به إلى إبعادهما بتهمة عدم الالتزام بالتحفظ، وفقا للمادة 39 من القانون الأساسي للاتحادية. وبموجب تدابير احترازية صارمة تمنع المعنيين من القيام بنشاط مرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بوظيفة عضو المكتب الفيدرالي، عمارة يريد من خلال قيامه بإزاحة هذين العضوين من المكتب الفيدرالي، تمهيد الطريق لجمعية عامة خالية من التوترات بالرغم من أن أعضاء آخرين في المكتب اتخذوا نفس الموقف الذي اختاره بهلول وعيساوي، لكنهم لم يذهبوا إلى حد الجهر به على صفحات الجرائد، وهذا يعني أن عمارة لن تكون له مساحة كبيرة للمناورة، اللهم إلا إذا انحاز إلى جانبه، نسبة كبيرة من أعضاء الجمعية العامة. وستظهر المواقف الحقيقية بشكل واضح بعد القرار الذي ستتخذه الاتحادية الدولية لكرة القدم، بخصوص الملف الذي تقدمت به "الفاف"، بشأن مباراة العودة من تصفيات كأس العالم 2022 بين المنتخب الجزائري ونظيره الكاميروني، حيث ذهبت بعض المصادر القريبة من الاتحادية الجزائرية، إلى أن الإعلان عن إعادة المباراة المذكورة، سيخلق أوضاعا جديدة في الهيئة الفيدرالية الجديدة، إذ تتوقع إرجاء تنظيم جمعية انتخابية إذا ما تأهل الفريق الوطني لنهائيات كأس العالم، وهو ما يفسر - تقول هذه المصادر - تراجع عمارة عن الاستقالة، التي أعلن عنها في 31 مارس الفارط. غير أن رئيس "الفاف" سيكون تحت ضغط كبير خلال الجمعية العامة العادية، لكون أعضاء هذه الجمعية مصممين على انتقاد السياسة التي انتهجها منذ قدومه إلى الرئاسة، باعتبار أن نسبة كبيرة من برنامجه لم تطبق، وهي النقطة التي سيعتمد عليها أعضاء الجمعية العامة، للمطالبة برحيل شرف الدين عمارة، الذي تتنبأ الأوساط الرياضية الكروية سقوطه في كلتا الحالات، إذ ليس بوسعه إيجاد مبررات للدفاع عن البرنامج، الذي لم يلتزم بتطبيقه.