❊ اتفاقية لتسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي ❊ تعزيز التعاون الوثيق بين شركتي "سوناطراك" و"إيني" ❊ التعاون في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين والوقود الحيوي ❊ تطابق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية رسمت الديناميكية الجديدة التي عرفتها العلاقات الجزائرية الإيطالية، مؤخرا، برأي مراقبين، ملامح جديدة لمستقبل التعاون الذي طغى عليه الجانب الاقتصادي بامتياز، تماشيا والتحولات الاقليمية والدولية التي يعرفها العالم، حيث شكلت زيارة رئيس مجلس الوزراء الايطالي ماريو دراغي، إلى الجزائر أول أمس، تحضيرا للزيارة القادمة للرئيس عبد المجيد تبون، خلال شهر ماي القادم، بمثابة تأكيد على البعد العملي الذي اصبحت تضحى به العلاقات الثنائية. أقام رئيس الجمهورية، أول أمس، مأدبة عشاء على شرف ضيف الجزائر، والوفد الوزاري المرافق له، بعد أن أجرى محادثات على انفراد وأخرى موسعة، مع المسؤول الإيطالي الذي غادر الجزائر سهرة أول أمس. التوقيع على اتفاقين في مجال الطاقة ووقع البلدان على اتفاقين في قطاع الطاقة خلال مراسم ترأسها الرئيس تبون ورئيس مجلس الوزراء الإيطالي، حيث أشرف الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك توفيق حكار عن الجانب الجزائري والرئيس المدير العام لمجمع "إيني" كلوديو ديسكالزي، على توقيع الاتفاق الأول المتضمن تسليم الغاز من الجزائر إلى إيطاليا. وتنصّ الاتفاقية على تسريع وتيرة تطوير مشاريع إنتاج الغاز الطبيعي، من خلال تضافر جهود الشركتين وزيادة حجم الغاز المصدّر باستخدام القدرات المتاحة لخط أنبوب الغاز إنريكو ماتيي (ترانسمد). وستسمحهذهالاتفاقيةللشركتين"بتحديد مستويات أسعار مبيعات الغاز الطبيعي تماشيا مع معطيات السوق وذلك للسنة 2022-2023 وفقا للبنود التعاقدية المتعلقة بمراجعة الأسعار". وأكد بيان شركة "سوناطراك"، أن هذه الاتفاقية تأتي لتؤكد التعاون الوثيقبين الشركتين في مجال الاستكشاف وإنتاج المحروقات وكذا في مجال الطاقات الجديدة والمتجددة، مثل الطاقة الشمسية والهيدروجين والوقود الحيوي واحتجاز وتخزين واستخدام ثاني أكسيد الكربون. كما تؤكد رغبة الشريك الاستراتيجي "إيني" في مواصلة استثماراته مع"سوناطراك" وتعزيز تواجده في الجزائر. كما أشار المصدر إلى أن العلاقة التجارية مع "إيني" التي تعد واحدة من أهم عملاء "سوناطراك"، تعود إلى سنة1977، حيث "سمح عقد بيع الغاز الطبيعي بإمدادها خلال العشريتين الأخيرتين بحجم يفوق مجمله 300 مليار متر مكعب الى غاية اليوم". تعزيز التعاون في مجال الطاقة ويتمثل الاتفاق الثاني في إعلان النوايا المشترك الرامي إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة، حيث وقعه عن الجانب الجزائري، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية في الخارج رمطان لعمامرة وعن الجانب الإيطالي وزير الشؤون الخارجية الإيطالي السيد لويجي دي مايو. وكان رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، قد أكد في تصريح للصحافة عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية أول أمس، على سعي بلاده لتعزيز وتقوية علاقاتها مع الجزائر التي تعد شريكها التجاري الاول في إفريقيا، مشيرا إلى أن روما تسعى إلى "تعزيز قدراتها في مجال الغاز". وينتظرأنتعرفالعلاقاتالثنائية تطورا ملحوظا في ظل الحركية التي تشهدها، على ضوء الزيارات المتبادلة لمسؤولي البلدين، حيث ينتظر أن يزور الرئيس تبون ايطاليا شهر ماي الداخل، في انتظار عقد لقاء قمة بين الحكومتين شهر جويلية القادم. كما تعد زيارة رئيس مجلس الوزراء الإيطالي الثالثة لمسؤول إيطالي إلى الجزائر في غضون شهر، إذ كان وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو قد زار الجزائر نهاية شهر فيفري الماضي، كما زار الجزائر الأسبوع الماضي الرئيس التنفيذي لشركة "إيني"، كلاوديو ديسكالتسي، في حين زار الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية شكيب قايد روما في الفترة ذاتها. علاقات استراتيجية مع الشركاء الموثوق بهم وكان الرئيس الايطالي سيرجيو ماتاريلا قد زار الجزائر شهر نوفمبر الماضي في أول زيارة لرئيس هذا البلد منذ 18 عاما، والتي تندرج في سياق سعي الجزائر لبناء علاقات استراتيجية مع الشركاء الموثوق بهم خارج الشراكة التقليدية ضمن التوجه الجديد. وتراهن الجزائر على تعزيز تقاربها مع ايطاليا، خصوصا وأن اقتصادها يشبه إلى حد كبير الاقتصاد الايطالي، حيث سبق لرئيس الجمهورية وأن دعا إلى الاقتداء بالتجربة الايطالية في قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة الميكانيكية. ويرى مراقبون أن ايطاليا باتت في العقد الأخير من أكبر المنافسين لمصالح بعض الدول الاوروبية بالجزائر خاصة في مجال الطاقة، حيث احتلت روما العام الماضي صدارة الدول الأوروبية في حجم صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي بحجم إجمالي بلغ 6.4 مليار مكعب، لتعزز الجزائر بذلك مكانتها كثاني ممون لإيطاليا بالغاز الطبيعي بعد روسيا. كماوقعتشركتا "سوناطراك" و"ايني" الأسبوع الماضي على خطة لزيادة إمدادات الغاز من الجزائر إلى إيطاليا، وتطوير سريع لعدد من المشاريع المشتركة في قطاع النفط والغاز بمنطقة بركين جنوبي البلاد. وتعدّ الجزائر المموّل الرئيسي لإيطاليا بالغاز الطبيعي، إذ بلغت صادراتها من هذه المادة إلى إيطاليا مليار و500مليون متر مكعب في غضون شهر جانفي الماضي. وعلى الصعيد السياسي، تقاسمت الجزائروايطاليا المواقف ووجهات النظر حول تطورات الأزمة الليبية، إذ أكدتا على رفضهما التدخلات الأجنبية وطالبتا بخروج المرتزقة من الأراضي الليبية. ومازالت الجزائر تشهد على المواقف الثابتة لإيطاليا خلال الظروف العصيبة التي مرتبها، خاصة في فترة العشرية السوداء، حيث حافظت روما على علاقاتها مع الجزائر في الوقت التي تخلت فيه العديد من الدول الغربية عنها.