اعتبرت الرئاسة الفلسطينية، اقتحام شرطة الكيان الصهيوني لساحات المسجد الأقصى والمواجهات الدامية التي أعقبها واعتقال عشرات الفلسطينيين بمناسبة أداء صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي في القدس المحتلّة، بمثابة "إعلان حرب" على الشعب الفلسطيني. وقال نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، إن ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الجيش إلى المسجد القبلي يعد تطورا خطيرا وتدنيسا للمقدسات، بما يستدعي تدخلا فوريا لمختلف الأطراف الدولية لوقف العدوان على المسجد الأقصى، حتى لا تخرج الأمور عن نطاق السيطرة متعهدا بأن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بالاستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه مهما كلف الأمر. وطالب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بوقف التصعيد الصهيوني في القدسوالضفة الغربية، لتهدئة الأوضاع وعدم اتساع دائرة التوتر. واتصل هنية، بمسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية لوقف "الاعتداءات والاستفزازات" الخطيرة في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى ومناطق مختلفة من الضفة الغربية". كما تلقى اتصالا هاتفيا من مبعوث الأممالمتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينيسلاند، بهدف تهدئة الأوضاع وتحديدًا في المسجد الأقصى شرق القدس. وأكد هنية، خلال الاتصال على " ضرورة إلزام الأممالمتحدة، سلطات الاحتلال بأربع نقاط أساسية أولها السماح للمصلين والمعتكفين بالوصول إلى المسجد الأقصى بحرية تامة وعدم الاعتداء عليهم داخل المسجد، والإفراج عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم. وشدد هنية، على ضرورة وضع حد نهائي لقضية "ذبح القرابين" داخل المسجد الأقصى، ووقف عمليات القتل في مدينة جنين ومخيمها ومختلف أنحاء الضفة الغربية. وخلّفت المواجهات العنيفة التي اندلعت في باحات المسجد الأقصى الشريف بين المصلين الفلسطينيين وقوات الاحتلال أثناء صلاة فجر أول أمس، قرابة 200 مصاب جراء تعرضهم لأعيرة نارية واعتقال 500 آخرين. وتحركت قوات أمن الاحتلال بمثل هذه الوحشية بعد أن تلقت الضوء الأخضر من الوزير الأول في الكيان المحتل نفتالي بيني بقتل كل فلسطيني رافض للاحتلال ضمن عملية إبادة ممنهجة بدعوى محاربة الإرهاب. وأثارت الطريقة الهمجية التي تعاملت بها قوات الأمن الصهيونية مع مصلين مسالمين وتدنيسها لحرمة المسجد الاقصى، ردود فعل دولية منددة ومحذرة من مخاطر انزلاق الوضع في كل الأراضي الفلسطينية إلى انتفاضة جديدة. ويسود توتر حاد في مدينة القدس وساحات المسجد الأقصى في ظل دعوات مستوطنين و«جماعات الهيكل" اليهودية لاقتحامات للأقصى تزامنا مع عيد الفصح اليهودي مما أثار ردود فعل فلسطينية غاضبة، مطالبة السلطات الكيان الصهيوني بالكف عن تلك الاستفزازات.