شدّد الرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، على أن شعب بلاده "ماض بكل عزم وإصرار في كفاحه لاستكمال سيادة دولته المستقلة على كامل ترابها الوطني"، رغم تكثيف الاحتلال المغربي وتنويع أساليبه القمعية ضد المدنيين الصحراويين منذ استئناف الكفاح المسلح. وجاء تأكيد الرئيس غالي في تهنئة وجهها بمناسبة عيد الفطر المبارك إلى السجناء الصحراويين في معتقلات دولة الاحتلال من مجموعة "أكديم ازيك" وكل الأسرى الصحراويين والمناضلة الجسورة سلطانة خيا. وأضاف أن "الشعب الصحراوي احتفل بعيد الفطر المبارك في سياق مرحلة خاصة بعد استئناف العمل المسلح منذ 13 نوفمبر 2020، حيث لم تتوان دولة الاحتلال عن تكثيف وتنويع أساليبها القمعية الوحشية ضد المدنيين العزل". وذكر بمعاناة المناضلة سلطانة خيا التي أكد أنها "أكبر دليل على التوجه العدواني المغربي الرامي إلى فرض الأمر الواقع وكسر إرادة الصحراويين وتكميم الأفواه وخلق حالة من الرعب والترهيب لثنيهم عن مواقفهم وقناعاتهم"، مشيدا في السياق بالرد "البطولي والحاسم من سلطانة خيا وعائلتها وكل مناضلات ومناضلي الأرض المحتلة" في مواجهة هذه النزعة العدوانية. وابرز الأمين العام لجبهة البوليزاريو "ملحمة أكديم إيزيك" التي أكد أنها "مثالا للبطولة والتحدي التي قدمتها وتقدمها جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة وجنوب المغرب"، مشيرا إلى "ما تعانيه عائلات الأسرى جراء فراق أبنائها والأحكام الجائرة في حقهم ونقلهم إلى مراكز اعتقال بعيدة عن ذويهم". وشكلت القضية الصحراوية موضوع نقاش في أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي 2022 الذي جرت فعاليته بالعاصمة المكسيكية مؤخرا وعرف مشاركة مسؤولين وممثلين عن جبهة البوليزاريو ومنظمات صحراوية. وقدم المكلف بالعلاقات الخارجية والاتصال باتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب، المامي أعبيدي، وممثل المنظمة بشمال أوروبا، محمود فراجي، وعن رابطة الطلبة الصحراويين بكوبا، أم أخوتها خطري محاضرات تناولت مسار وتطورات القضية الصحراوية. وعرجت الورشة التي خصصت في ثاني يوم من اشغال المنتدى، للقضية الصحراوية إلى الخلفية التاريخية للصحراء الغربية منذ العهد الروماني بمنطقة شمال إفريقيا ، مروراً بالحملات الاستكشافية الأوروبية فالحركة الاستعمارية وخلفية النزاع في عصره الحديث في إحاطة كرونولوجية لأهم المحطات التاريخية عبر أكثر من قرن ونصف، والتي تدحض مسوغات ومغالطات المشروع التوسعي المغربي وأطماع المتكالبين على اختلاف الحقب والفترات على الإقليم. وتناول المحور الثاني تطوّرات القضية الصحراوية على المستوى السياسي والعسكري والحقوقي وتجربة إدارة الدولة الصحراوية في اللجوء رغم التحديات، أثبت من خلاله المتدخلون قدرة الشعب الصحراوي في مرافقة معركة تحرير الأرض ببناء الإنسان وتكريس دعائم دولة مكتملة الأركان. وفي هذا السياق، يواصل الجيش الصحراوي معركة تحرير الارض، حيث نفذ هجمات جديدة ضد قوات الاحتلال المغربي بمناطق سبخة تنوشاد وأميطير لمخينزة ولعكد بقطاع المحبس، مخلفة خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وأوضحت وزارة الدفاع الصحراوية في بيانها العسكري رقم 522، أن مفارز متقدمة من جيش التحرير الشعبي استهدفت تمركزات جنود الاحتلال بمنطقة سبخة تنوشاد، فيما ركزت مفارز أخرى قصفها على تخندقات جنود الاحتلال بمنطقة لعكد بقطاع المحبس .وأضاف البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الصحراوية أن مفارز متقدمة من الجيش الصحراوي دمرت مقر قيادة فيلق الاحتلال الثالث والأربعين بمنطقة اميطير لمخينزة بقطاع المحبس.