يتسمر التوتر على أشده في فلسطين المحتلّة، في ظل مواصلة الاحتلال الاسرائيلي ومستوطنيه اعتداءاتهم الممنهجة على القدس المحتلّة والمسجد الأقصى المبارك، ورد الطرف الفلسطيني بمزيد من العمليات الفدائية دفاعا عن حرمة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. ففي الوقت الذي بلغت فيه حدة التوتر أوجها بالقدس المحتلّة أول أمس، على اثر محاولات المجموعات اليهودية المتطرفة اقتحام الأقصى وتدنيسه تحت حماية قوات الشرطة الاسرائيلية، اهتزت مستوطنة إلعاد بقلب فلسطين المحتلّة، على وقع عملية فدائية جديدة خلّفت مقتل ثلاثة اسرائيليين. ودخلت قوات الاحتلال كعادتها في حالة استنفار قصوى بحثا عن منفذي الهجوم اللذين نشرت صورا لهما وقدمتهما على أساس أنهما فلسطينيان ينحدران من جنين بالضفة الغربية المحتلّة. ويتعلق الأمر بكل من أسد يوسف الرافعي البالغ من العمر 19 عاما وذبحي أحمد أبو شكير البالغ من العمر 20 عاما. ونصبت قوات الاحتلال صباح أمس، حاجزا عسكريا قرب سيلة الظهر جنوب مدينة جنين، قام خلالها عساكر الاحتلال بتوقيف مركبات المواطنين الفلسطينيين وتفتيشها والتدقيق في هويات راكبيها، كما اقتحمت قوات الاحتلال قريتي رمانة والطيبة وداهمت عدة منازل وفتشتها واستجوبت ساكنيها. وبينما أوضحت الشرطة أن العملية مزدوجة وتمت عن طريق إطلاق نار واستعمال سلاح أبيض، استعانت بالطائرات المروحية بعد فشلها بالوصول السريع للمنفذين، وبحثا عن مركبة شوهدت وهي تفر من مكان الحادث وسط مخاوف من تنفيذ عملية أخرى. وذكرت إذاعة جيش الاحتلال إنه يجري مطاردة مشتبه به بتنفيذ الهجوم في إلعاد ويبدو أنه استخدم فأسا في هجومه، فيما بثت وسائل إعلام إسرائيلية صورا أولية من مكان العملية. وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلي، بيني غانتز، عن تطويق الضفة الغربية وقطاع غزّة الى غاية يوم غد الأحد، بغية منع تسلل من وصفهم ب"الإرهابيين". وأدان وزير الخارجية الأمريكي انطوني بلينكن، العملية وأكد أن بلاده تقف بقوة إلى جانب حليفتها إسرائيل، كما أدانها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي قال إنه يرفض قتل مدنيين إسرائيليين، محذّرا من أن "قتل الفلسطينيين والمدنيين الاسرائيليين يقود إلى مزيد من تدهور الوضع. وإلى نقيض ذلك أشادت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين بالعملية السادسة من نوعها التي تعصف بإسرائيل منذ 22 مارس الماضي، من دون تبنّيها واعتبرتاها رد فعل منطقي على الاعتداءات والخروقات التي تتعرض لها مدينة القدس المحتلّة والمسجد الأقصى المبارك على يد الجماعات اليهودية المتطرفة بدعم من شرطة الاحتلال. وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، أن ما جرى في المسجد الأقصى يوم الخميس، يوضح أن "المعركة ليست مرهونة بحدث، بل هي مفتوحة وممتدة زمانيا ومكانيا على أرض فلسطين، مشيرا إلى أن "لكل واقعة أدواتها ووسائلها التي نستخدمها لصد العدوان وحماية الهوية" الفلسطينية. وأضاف هنية، أن "هدفنا الراهن هو إفشال التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك من قبل الاحتلال الصهيوني وشعبنا الفلسطيني قادر على ذلك"، موجها التحيّة ل"كل الذين رابطوا في المسجد الأقصى من رجال ونساء، ويرسخون في صلواتهم وتكبيراتهم إسلامية المكان". واقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح أول أمس، بعد دعوات جماعات متطرفة صهيونية لاقتحام أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين في ذكرى "النكبة" الفلسطينية. وهو ما أدى الى اندلاع مواجهات خلّفت عددا من الإصابات برصاص قوات الاحتلال في صفوف المصلين الفلسطينيين. وتواجد مئات الفلسطينيين في باحات المسجد الأقصى قبيل اقتحام المستوطنين، فيما أغلقت قوات الاحتلال بوابات المسجد بشكل كامل، وحاصرت المرابطين المتواجدين داخل المصلى القبلي. وفي سياق الاعتداءات الصهيونية استهدفت قوات الاحتلال أمس، الأراضي الزراعية شرقي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزّة، بنيران رشاشاتها الثقيلة وقنابل الغاز المسيل للدموع. وفتح جنود الاحتلال المتمركزين في الأبراج العسكرية شرق خان يونس، نيران رشاشاتهم الثقيلة بكثافة وأطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع تجاه الأراضي الزراعية شرق بلدة خزاعة مما أجبر المزارعين على مغادرة أراضيهم دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.