احتضنت ولاية الأغواط ، أمس، أشغال يوم إعلامي حول ترقية المحتوى المحلي، في إطار المشروع الوطني سولار 1000 ميغاواط، بحضور وزراء الطاقة والمناجم محمد عرقاب والانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة زيان بن عتو والصناعة، أحمد زغدار، بحضور ولاة ولايات الأغواط وتقرت وورقلة والوادي وبشار، المعنية باحتضان محطات طاقة شمسية في إطار المشروع. وتم تنظيم اليوم الدراسي في إطار البرنامج الوطني للتحوّل الطاقوي واستراتيجية تطوير المحتوى المحلي في إطار مخطط التنمية الوطنية للطاقات المتجددة ومشروع 15.000 ميغاواط. وتخص المرحلة الأولى، إنجاز محطات لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة 1.000 ميغاواط، وربطها بالشبكة الوطنية للكهرباء وتسويق الطاقة التي تنتجها هذه المحطات واستغلالها في إطار الخدمات المحلية من أجل بناء واستخدام وصيانة المحطات ومنشآت الربط الخارجي. زيان: إنتاج 2200 جيغاواط ساعي سنويا وأكد وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، بن عتو زيان، أن مشروع "سولار 1000 ميغاواط" سيسمح في مرحلة أولى إنتاج 2200 جيغاواط ساعي من الطاقة الكهربائية في السنة، مع استهداف معدل محتوى محلي في المشروع لا يقل عن 30%. وأوضح أن هذه المرحلة ستمكن من استحداث نحو 5000 فرصة عمل مباشرة، إضافة الى الحفاظ على أزيد من 550 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي في السنة، ما يعني "توفير 100 مليون دولار أمريكي سنويا على الأقل". كما سيسمح المشروع بوضع الجزائر "في موقع عالمي متقدم جدا في مجال احترام الالتزامات الدولية بشأن مسألة التغيرات المناخية" والحفاظ على موارد الوطن ومقدراته المالية والاقتصادية، بفضل تجنب 1,3 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السنة والتي ستمثل، من حيث التقييم المالي، مكاسب قدرها 70 مليون دولار أمريكي. وأشار زيان إلى أن هذا اللقاء يأتي شهرا، قبل موعد فتح أظرفة العروض الموجهة للمستثمرين، لإنجاز 1000 ميغاواط، ضمن مرحلة أولى من برنامج القطاع، ملحا على ضرورة تجسيد انتقال طاقوي "يتماشى مع الخصوصيات الوطنية" لدعم نشاطات رأس المال الوطني المقيم، موضحا أنه تم دمج مقاييس المحتوى المحلي في دفتر شروط طلب عروض المستثمرين، بهدف تشجيع وتطوير الصناعة المحلية. وقال إن الوزارة تولي "أهمية بالغة" لانشغالات المصنعين والحرفيين الوطنيين الناشطين في هذا المجال، كما تعمل على مرافقتهم حتى تتوافق منتوجاتهم وخدماتهم مع المعايير الدولية التقنية والمالية المعمول بها، من خلال ضمان التشغيل الأمثل لمحطة الطاقة الشمسية طوال مدة عقد شراء وبيع الكهرباء المحددة ب25 عاما. عرقاب: دعوة المؤسسات للمشاركة الفعلية في المشروع وأكد وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، من جانبه أن السلطات العمومية تولي "أهمية قصوى" لإنجاح مشروع "سولار 1000 ميغاواط"، بتوفيرها للمكونات الضرورية لتنصيب محطات الطاقة الكهروضوئية بالجزائر. ودعا بالمناسبة، الشركات العمومية والخاصة، إلى المشاركة في هذا المشروع، خاصة وأن دفتر الشروط يلزم المستثمرين باعتماد نسبة إدماج وطنية، بما يسمح بتشجيع وتعزيز النسيج الصناعي على مستوى الولايات المعنية واستحداث مناصب عمل وتوسيع حافظة مشاريع المصنعين المحليين الناشطين في مجال الطاقات المتجددة. وأبرز عرقبا ضرورة تطوير ودعم المحتوى المحلي كنهج لتطوير الامكانيات الوطنية الصناعية وتوفير كل المعدات والمدخلات، لتحقيق دمج متكامل لتطوير الطاقات الجديدة والمتجددة، بالاستعانة بالجامعات ومراكز البحث والاعتماد على المؤسسات الناشئة، الصغيرة والمتوسطة. زغدار: الجزائر تملك مؤهلات الريادة في تصنيع الألواح الضوئية أما وزير الصناعة، أحمد زغدار، فشدد القول إن الجزائر تتوفر على إمكانيات صناعية وبشرية تؤهلها لتصبح رائدة في مجال تصنيع الألواح الكهرو ضوئية ورفع قدرات الإنتاج في هذا المجال. ودعا إلى توحيد الجهود لبعث صناعة محلية ورفع التحديات التي تواجه قطاع الطاقات المتجددة والتكفل بانشغالات المتعاملين الصناعيين من خلال بيئة استثمارية جذابة، إضافة إلى تنمية الكفاءات البشرية للنهوض بهذا القطاع الاستراتيجي، وهو ما يتطلب وضع آليات وتوفير الظروف المواتية التي تسمح بتأهيلها من خلال التكوين والبحث التطبيقي. وكشف في السياق عن تهيئة وزارته لمخطط عمل يخص الفعالية الطاقوية والطاقات المتجددة للقطاع الصناعي، يعتمد على دعم الطاقات المتجددة مع الاتحاد الأوروبي، مرحبا بتوسيع المشاورات بين مختلف الفاعلين في هذا المجال لمواجهة العراقيل من أجل الدفع بتحقيق أهداف برامج الانتقال الطاقوي في الجزائر.