جدّد الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الموقف المشترك لدول الاتحاد تجاه قضية الصحراء الغربية القاضي "بدعم كامل لجهود الأممالمتحدة" من أجل التوصل إلى حل سياسي يقبله طرفا النزاع، جبهة البوليزاريو والمغرب. وجدّد بوريل، أول أمس، باسم المفوضية الأوروبية التأكيد أن الرأي المشترك للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، هو الدعم الكامل لجهود منظمة الاممالمتحدة لصالح مسار سياسي قصد التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول بين الطرفين لقضية الصحراء الغربية طبقا للوائح مجلس الأمن الأممي. وأكد المسؤول الأوروبي على ضرورة معالجة كل المسائل المتعلقة بالنزاع في الصحراء الغربية ووضعها طبقا للقانون الدولي، في إطار المفاوضات الجارية تحت قيادة المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي ستافان دو ميستورا. وأضاف أن "المسار الذي تقوده الأممالمتحدة مفتوح وينبغي على الأطراف تقرير نتيجته النهائية وفق معايير لوائح مجلس الأمن الأممي". وبالتزامن مع ذلك، عقدت التنسيقية العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي أول أمس أول اجتماع لها بتقنية التناظر عن بعد والذي تم خلاله مناقشة القرارات والتوصيات التي قرر المشاركون تجسيدها من أجل مساندة الشعب الصحراوي على التحرر من الاحتلال المغربي. وتناول اللقاء جملة من الأفكار المتعلقة بالوضع السياسي ومسؤوليات الأممالمتحدة والانتهاكات المغربية الخطيرة لحقوق الإنسان وعلى رأسها الاستهداف اليومي المتواصل للمدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان سلطانة خيا وعائلتها، حيث أكد الاجتماع على مسؤولية الأممالمتحدة عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. من جهة أخرى عبر أعضاء التنسيقية عن تضامنهم اللامشروط مع الناشطة الأمريكية روث ماكدونوف المضربة عن الطعام منذ يوم الرابع ماي الجاري بمنزل خيا تضامنا مع العائلة المحاصرة منذ سنة ونصف سنة والذي تعرضت ليلة الأحد إلى الاثنين إلى هجوم جديد من قوات الاحتلال المغربي التي استخدمت هذه المرة شاحنة صدمت المنزل المتواجد بمدينة بوجدور المحتلة عدة مرات ضمن محاولة لترهيب عائلة الناشطة الصحراوية وتهديد المتضامنة الامريكية المضربة عن الطعام. وفي ظل استمرار الانتهاكات المغربية لحقوق الصحراويين في الاراضي المحتلة، كشفت تقارير إعلامية إسبانية، عن قيام وفد برلماني إسباني الأسبوع القادم، بزيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين لتجديد دعمهم لكفاح الشعب الصحراوي من جهة والتنديد ب "الانحياز المشين" لرئيس الحكومة الاشتراكية الإسبانية، بيدرو سانشيز في قضية النزاع في الصحراء الغربية. وينتظر أن يزور الوفد المشكل من 147 شخصية إسبانية وأوروبية، مخيمات اللاجئين الصحراويين للمشاركة في فعاليات الذكرى 49 لتأسيس جبهة البوليزاريو واندلاع الكفاح المسلح. ومن بين المشاركين في هذه الرحلة التضامنية، النائب الثالث لرئيس البرلمان الإسباني، كلوريا إليزو والنائب، بيلار كالفو رفقة عدد من رؤساء البلديات والمستشارين الإسبان، وشخصيات سياسية أوروبية ومن أمريكا اللاتينية. يذكر أن البرلمان الاسباني كان قد استنكر في لائحة صادق عليها غالبية النواب، الموقف المنحرف الذي تبناه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بدعمه الرسمي لأطروحات المغرب الواهية في الصحراء الغربية، مؤكدا دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وكشفت هذه اللائحة درجة الرفض داخل البرلمان الاسباني لقرار سانشيز الذي خالف فيه الاجماع الاسباني والشرعية الدولية بخصوص القضية الصحراوية. وفي سياق استمرار الدعم للقضية الصحراوية، جدد نواب المجلس الوطني الكوبي، دعمهم للمطالب المشروعة للشعبين الصحراوي والفلسطيني في الحرية والاستقلال. وأصدرت لجنة العلاقات الدولية التابعة للمجلس الوطني بهذا الخصوص لائحة تضامنية مع شعبي فلسطين والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أكدت من خلالها مواصلة دعمها غير المشروط لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للصراع الصهيوني الفلسطيني بقناعة ضرورة ممارسة الشعب الفلسطيني، حقه في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة وذات سيادة على حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وضمان حق عودة اللاجئين. ونفس الموقف عبرت عنه بخصوص القضية الصحراوية، حيث "أكدت دعمها لكل مسعى يهدف إلى إيجاد حل عادل ونهائي يقبله طرفا النزاع في الصحراء الغربية، يضمن ممارسة الحق المشروع للشعب الصحراوي في تقرير المصير والعيش في سلام على أراضيه وفقا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة".