بعثت جبهة "البوليزاريو"، برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أدانت من خلالها بالأعمال الترهيبية والجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال المغربي ضد الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها في مدينة بوجدور المحتلة. وأشار ممثل جبهة البوليزاريو بالأممالمتحدة والمنسق مع بعثة "مينورسو"، سيدي محمد عمار، إلى الهجوم الأخير الذي نفذته عناصر الشرطة المغربية ضد عائلة سيد إبراهيم خيا باستخدام شاحنة ثقيلة، معربا عن إدانة جبهة "البوليزاريو" الشديدة لهذا العمل الجبان، مجددا دعوة الأمين العام الاممي ومجلس الأمن لتحمل مسؤولياتهما وتوفير الحماية للمدنيين الصحراويين في الصحراء الغربية. وقال إن حالة الناشطة سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها في مدينة بوجدور المحتلة "ليست سوى مثالا واحدا على الوحشية وسوء المعاملة والقسوة المروعة لتي يتعرض لها المدنيون الصحراويون بشكل عام والمدافعون عن حقوق الإنسان بشكل خاص يومياً في الصحراء الغربية". وفقا لآخر التقارير الواردة من عائلة سيد إبراهيم خيا، فقد نفذت قوات الأمن المغربية هجوما على العائلة باستخدام شاحنة ثقيلة اصطدمت مرات عديدة بالمنزل. ومن الواضح أن الهجوم الجديد كان يهدف إلى إلحاق أضرار بالمنزل وترهيب وترويع أفراد الأسرة والمتطوعين الأمريكيين المقيمين مع العائلة يضيف ذات المسؤول. كما أدان، أبا السالك الحيسن، رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان، "الجريمة البشعة النكراء" التي اقترفتها ليلة الأحد إلى الاثنين، قوات المحتل المغربي في حق عائلة خيا ومجموعة المتضامنين الأمريكيين معها واعتبرها جريمة ممنهجة في حق المدنيين الصحراويين. وقال الحيسن إن "الاحتلال المغربي يستغل سياسة اللا عقاب والصمت الدولي وتواطؤ بعض الدول لتشجيعه على الاستمرار في ممارسة هذا النوع من الاجرام الممنهج في حق المدنيين الصحراويين الرازحين تحت الاحتلال". وأبرز، أن الاحتلال القمعي المغربي اصطدم أمس بموجة التضامن الدولي الذي كسر الحصار المفروض على الناشطين الصحراويين من طرف المتضامنين الأمريكيين "بما أصاب هذا النظام بهستيريا وارتباك". وأضاف، أن إضراب المتضامنة الأمريكية، روث ماكدونوف عن الطعام منذ يوم 4 ماي الجاري وما خلفه من أصداء واسعة وتضامن ومتابعة دولية، أزعج النظام الشوفيني المغربي الذي يقدم كعادة اللصوص والقتلة بعد منتصف الليل على جريمة شنيعة من خلال استخدام شاحنة لدهس منزل عائلة خيا لترهيبها وضيوفها الأمريكيين" بما "يدل على وقاحة هذا النظام المارق عن الشرعية الدولية". وطالب رئيس اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، المنتظم الدولي واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهيئات الدولية والحقوقية ومجلس الأمن الدولي بتحمل المسؤولية والقيام بتدخل عاجل لوضع حد لهذه الانزلاقات الخطيرة لقوات الاحتلال المغربية التي تستهدف الشعب الصحراوي وكل المتضامنين معه "بعدما فشل طيلة هذه السنوات في ترويض المقاومة الصحراوية"، محملا النظام الملكي المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة النشطاء الأمريكيين وعائلة خيا. وحذرت الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي "إيساكوم" من خطورة "أسلوب نسف بيوت الصحراويين على رؤوس أهلها" كالذي قامت به شاحنة تحمل ترقيما مغربيا ومحاولتها تدمير بيت عائلة سلطانة خيا وتعريض حياة من بداخله للموت المحقق، مجددة التأكيد على دور الأممالمتحدة في حماية المواطنين الصحراويين. وأوضحت الهيئة أنه "بعد منتصف ليلة السادس عشر ماي الجاري اهتزت أركان بيت المناضلة سلطانة خيا لصدام متكرر وقوي من شاحنة بترقيم مغربي كادت تهدم البيت على من بداخله"، لافتة إلى أن الروايات التي أصدرتها إدارة الاحتلال المغربي في تفسير العدوان "لا تروم غير خلق المبررات لإهمال مقصود إن لم يكن تواطئا مكشوفا". وعبرت عن استغرابها من "حالة الانفلات التي سمحت بتجاوز سائق الشاحنة الطوق المضروب على البيت وشروعها في دك أركانه". وأعربت "إيساكوم" عن "استنكارها بأشد العبارات لهذا العمل العدواني"، مشيدة في الوقت نفسه ب "الصمود الأسطوري لأفراد العائلة المدافعة عن حقوق الإنسان سلطانة خيا. كما اعتبرت الهيئة الصحراوية محاولة المتضامنين الأمريكيين روث ماكدونوف وتيم بلوتا، كسر الحصار عن عائلة الناشطة "بمثابة نقطة ضوء في عتمة الحصار المرافق بالممارسات الحاطة بقيم الكرامة الإنسانية". وقالت إن "من بين نتائج هذه الخطوة الشجاعة التي أقدمت عليها المتضامنتين الامريكيتين"خروج صوت المعاناة عن دائرة التعتيم وتردد صداها وراء البحار خصوصا بالتفاعل مع معركة الإضراب عن الطعام الذي تخوضه المتضامنة روث ماكدونوف"، معتبرة أن ما قامت به سلطات الاحتلال كان بغرض "الحد من نور الطيف الذي انطلق من منزل خيا كاشفا حجم الفظاعات التي ترتكب وحاثا العالم على الانزياح عن موقف التواطؤ المخزي".