تم أول أمس، الخميس، بولاية بومرداس، الاعلان عن ميلاد جمعية المتبرعين بالأعضاء والأنسجة البشرية التي تعتبر الأولى على المستوى الوطني، وقد بادرت جمعية المتبرعين بالدم على مستوى نفس الولاية بإنشاء هذه الجمعية التي يحتضن مقرها الجمعية الجديدة في انتظار ايجاد مقر جديد لها. وتم خلال جمعية عامة عقدت بمقر جمعية التبرع بالدم لولاية بومرداس المعروفة بنشاطها المنتظم على مدار السنة اختيار البروفيسور لوني مخلوف الطبيب المختص في أمراض الكلى إلى جانب تسعة أعضاء آخرين كلهم أطباء مختصون، وحسب الدكتور نور الدين جمعون، رئيس جمعية المتبرعين بالدم بالولاية، فإن المولود الجديد المتمثل في جمعية المتبرعين بالأعضاء والأنسجة البشرية قصد القيام بعمل تحسيسي وطني ضخم يشمل كامل الولايات يهدف إلى اقناع تحسيس المواطنين بأهمية وضرورة التبرع بالأعضاء بعد الموت خدمة للانسانية كونها تسمح بانقاد حياة العديد من الأشخاص. وترتكز عملية التحسيس على ما تقر به القوانين الجزائرية التي تسمح بالتبرع واستعمال أعضاء الموتى لزرعها لأشخاص آخرين إضافة إلى الفتوى الصادرة مؤخرا عن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ويؤكد الأطباء المختصون الذين حضروا هذا الحدث الهام أن كل الوسائل متوفر في بلادنا لاستغلال هذ الأعضاء والاستفادة منها من مصالح صحية وكفاءات بشرية إلى غيرها من الامكانيات، إضافة إلى الضمانات القانونية والدينية، إلا أنه يبقى حجرة عثرة أمام هذا الموضوع هو كون المجتمع غير مهيأ لمثل هذه الممارسات الطبية. ومن النتظر أن تنطلق الجمعية الفتية رسميا عملها على الميدان باستغلالها يوم 14 جوان المقبل المصادف لليوم العالمي للتبرع بالدم التي ستحتضن ولاية جيجل تظاهراته الرسمية للقيام بحملات تحسيسية مكثفة لدى الأوساط الشعبية سعيا منها لتوعيتهم بضرورة ومنافع التبرع بأعضاء الموتى. وتأتي جمعية المتبرعين بالأعضاء والأنسجة البشرية في الوقت الذي تعرف فيه المستشفيات الجزائرية طلبا قويا على مثل هذه الأعضاء لاسيما الكلى منها، فيما ينظر الجزء الأكبر من المجتمع إلى مسألة استعمال أعضاء الموتى أمرا منافيا للدين والأعراف.